ينبغي للانسان أن يحسن الظن بالله تعالى والدليل على ذلك
قال المصنف رحمه الله { و ينبغي أن يكون حسن الظن بالله تعالي لما روى جابر رضى الله عنه ان رسول الله صلي الله عليه و سلم قال " لا يموتن أحدكم الا و هو يحسن الظن بالله تعالي " } { الشرح } حديث جابر رواه مسلم و فيه زيادة في مسلم أن النبي صلى الله عليه و سلم قال ذلك قبل وفاته بثلاثة أيام و معنى يحسن الظن بالله تعالي أن يظن أن الله تعالي يرحمه و يرجوا ذلك و يتدبر الآيات و الاحاديث الواردة في كرم الله سبحانه و تعالي و عفوه و رحمته و ما وعد به أهل التوحيد و ما ينشره من الرحمة لهم يوم القيامة كما قال سبحانه و تعالى في الحديث الصحيح " انا عند ظن عبدي بي " هذا هو الصواب في معنى الحديث و هو الذي قاله جمهور العلماء و شذ الخطابي فذكر معه تأويلا آخر أن معناه احسنوا اعمالكم حتى يحسن ظنكم بربكم فمن حسن عمله حسن ظنه و من ساء عمله ساء ظنه و هذا تأويل باطل نبهت عليه لئلا يعتر به و اتفق أصحابنا و غيرهم علي أنه يستحب للمريض و من حضرته أسباب الموت و معاناته أن يكون حسن الظن بالله تعالى بالمعني الذي ذكرناه راجيا رحمته و أما في حال الصحة ففيه وجهان لا صحابنا حكاهما القاضي حسين و صاحبه المتولي و غيرهما ( أحدها ) يكون خوفه و رجاؤه سواء ( و الثاني ) يكون خوفه أرجح قال القاضي هذا الثاني هو الصحيح هذا قول القاضي ( و الاظهر ) أن الاول أصح و دليله ظواهر القرآن العزيز فان الغالب فيه ذكر الترغيب و الترهيب مقرونين كقوله تعالى ( يوم تبيض وجوه و تسود وجوه ان الابرار لفى نعيم و ان الفجار لفى جحيم فاما من أوتي كتابه بيمينه و أما من أوتي كتابه بشماله )