الاولى ان يتولى الدفن الرجل والدليل على ذلك والكلام عليه مفصلا
فرع في مذاهب العلماء في تعميق القبر
العلماء كافة و أظنه إجماعا قال العبدرى رحمه الله لا أعلم فيه خلافا يعني لا خلاف فيه بين المسلمين كافة و الله أعلم .( فرع ) في مذاهب العلماء في تعميق القبر قد ذكرنا أن مذهبنا استحباب تعميقه قامة و بسطة و حكاه ابن المنذر عن عمر ابن الخطاب و عن عمر ابن عبد العزيز و النخعى أنهما قالا يعمق إلى السرة قال و استحب مالك رحمه الله أنه لا يعمق جدا و لا يقرب من أعلاه و الله أعلم قال المصف رحمه الله { الاولى أن يتولي الدفن الرجال لانه يحتاج إلي بطش و قوة و كان الرجال أحق و أولاهم بذلك أولاهم بالصلاة عليه لانهم أرفق به و إن كانت إمرأة فزوجها أحق بدفنها لانه أحق بغسلها فان لم يكن زوج فالأَب ثم الجد ثم الابن ثم ابن الابن ثم الاخ ثم ابن الاخ ثم العم فان لم يكن لها ذو رحم محرم و لها مملوك كان المملوك أولي من ابن العم لانه كالمحرم و الخصي أولى من الفحل و ان لم يكن مملوك فابن العم ثم أهل الدين من المسلمين و المستحب أن يكون عدد الذي يدفن وترا لان النبي صلى الله عليه و سلم دفنه علي و العباس و أسامة رضى الله عنهم و المستحب أن يسجي القبر بثوب عند الدفن لان النبي صلي الله عليه و سلم ستر قبر سعد بن معاذ رضي الله عنه بثوب لما دفنه } { الشرح } قوله لان النبي صلى الله عليه و سلم دفنه علي و العباس و أسامة رضى الله عنهم هذا الحديث رواه أبو داود و البيهقى و غير هما و أسانيده مختلفة فيها ضعف و ليس في رواية أبي داود ذكر العباس و إنما فيها علي و الفضل و أسامة و ان عبد الرحمن بن عوف دخل معهم و صاروا أربعة و فى بعض روايات البيهقي عن علي رضى الله عنه قال ولي دفن النبي صلي الله عليه و سلم أربعة علي و العباس و الفضل و صالح مولي رسول الله صلي الله عليه و سلم و فى رواية عن ابن عباس كانوا أربعة علي و الفضل و قثم ابن العباس و شقران مولي رسول الله صلي الله عليه و سلم و نزل معهم خامس و كانوا خمسة و شقران - بضم الشين المعجمة - و إسكان القاف هو صالح مولي رسول الله صلى الله عليه و سلم و لقبه شقران ( و أما ) حديث ستر قبر سعد ابن معاذ فرواه البيهقي من رواية ابن العباس رضى الله عنهم باسناد ضعيف أما الا حكام ففيها مسائل ( إحداها ) قال الشافعي و الاصحاب رحمهم الله الاولي أن يتولى الدفن الرجال سواء كان الميت رجلا أو إمرأة و هذا لا خلاف فيه و عللوه بعلتين ( إحداها ) التي ذكرها المصنف أن الرجال أقوى و أشد بطشا ( و الثانية ) ان المرأة لو تولت ذلك أدى إلي انكشاف بعض بدنها قال صاحب البيان قال الصيدلاني و يتولى النساء حمل المرأة من المغتسل إلى الجنازة و تسليمها الي من في القبر لانهن يقدرن علي ذلك قال و كذلك يتولى النساء حل ثيابها في القبر