فرع في تسمية بعض الاعلام من السلف والخلف ممن صام الدهر غير ايام النهي الخمسة
صلي الله عليه و سلم إن في الجنة غرفة يرى ظاهرها من باطنها و باطنها من ظاهرها أعدها الله لمن ألان الكلام و أطعم الطعام و تابع الصيام وصلي بالليل و الناس نيام " رواه البيهقي باسناد ( 1 ) و عن ابن عمر انه سئل عن صيام الدهر فقال " كنا نعد أولئك فينا من السابقين " رواه البيهقي و عن عروة أن عائشة " كانت تصوم الدهر في السفر و الحضر " رواه البيهقي باسناد صحيح و عن أنس قال " كان أبو طلحة لا يصوم علي عهد النبي صلى الله عليه و سلم من أجل الغزو فلما قبض النبي صلى الله عليه و سلم لم أره مفطرا إلا يوم الفطر أو الاضحى " رواه البخارى في صحيحه و أجابوا عن حديث " لا صام من صام الابد " بأجوبة ( أحدها ) جواب عائشة الذي ذكره المصنف و تابعها عليه خلائق من العلماء ان المراد من صام الدهر حقيقة بأن يصوم معه العيد و التشريق و هذا منهي عنه بالاجماع ( و الثاني ) انه محمول علي ان معناه انه لا يجد من مشقته ما يجد غيره لانه يألفه و يسهل عليه فيكون خبرا لا دعاء و معناه لا صام صوما يلحقه فيه مشقة كبيرة و لا أفطر بل هو صائم له ثواب الصائمين ( و الثالث ) انه محمول علي من تضرر بصوم الدهر أو فوت به حقا و يؤيده انه في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص كان النهي خطابا له و قد ثبت عنه في الصحيح انه عجز في آخر عمره و ندم علي كونه لم يقبل الرخصة و كان يقول ياليتي قبلت رخصة رسول الله صلى الله عليه و سلم فنهى النبي صلي الله عليه و سلم ابن عمرو بن العاص لعلمه بأنه يضعف عن ذلك و أقر حمزة بن عمرو لعلمه بقدرته علي ذلك بلا ضرر } فرع { في تسمية بعض الاعلام من السلف و الخلف ممن صام الدهر أيام النهي الخمسة العيدان و التشريق ( فمنهم ) عمر بن الخطاب و ابنه عبد الله و أبو طلحة الانصاري و أبو أمامة و إمرأته و عائشة رضى الله عنهم و ذكر البيهقي ذلك عنهم بأسانيده و حديث ابى طلحة في صحيح البخارى و منهم سعيد ابن المسيب و أبو عمرو بن حماس بكسر الحاء المهملة و آخره سين و سعيد بن إبراهيم بن عبد الرحمن ابن عوف التابعى سرده أربعين سنة و الاسود بن يزيد صاحب ابن مسعود ( 2 ) و منهم البويطي و شيخنا أبو إبراهيم اسحق بن احمد المقدسي الفقية الامام الزاهد هامش ( 1 ) كذا بالاصل فحرر ( 2 ) قوله و منهم البويطى و شيخنا الي آخره انما هو في نسخة المصنف حاشية في اعلا الصفحة و آخر الفرع بياض بعد صاحب ابن مسعود