من سلك طريقا لا ميقات فيه فميقاته اذا حاذي اقرب المواقيت اليه
الدليل على ان هذه المواقيت لاهلها ولمن مر بها من غير اهلها
فرع الاعتبار في هذه المواقيت الخمسة بتلك المواضع لا باسم القرية
فرع لا تشترط اعيان هذه المواقيت
ذات عرق مما بلي المشرق و قال أصحابنا و الاعتماد في ذلك علي ما في العقيق من الاحتياط قيل و فيه سلامة من التباس وقع في ذات عرق لان ذات عرق قربة خرجت و حول بناؤها إلى جهة مكة فالاحتياط الاحرام قبل موضع بنائها الآن قالوا و يجب علي من أتى من جهة العراق أن يتحرى و يطلب أثار القرية العتيقة و يحرم حين ينتهى إليها قال الشافعي و من علاماتها المقابر القديمة فإذا انتهى إليها أحرم و استأنس المصنف و الاصحاب في ذلك مع ما ذكرناه من الاحتياط بحديث توقيت العقيق السابق و الله أعلم ( فرع ) قال أصحابنا أعيان هذه المواقيت لا تشترط بل الواجب عينها أو حذوها قالوا و يستحب أن يحرم من أول الميقات و هو الطرف الابعد من مكة حتى لا يمر بشيء مما يسمى ميقاتا محرم قال أصحابنا و لو أحرم من الطرف الاقرب إلى مكة جاز بلا خلاف لحصول الاسم ( فرع ) قال أصحابنا الاعتبار في هذه المواقيت الخمسة بتلك المواضع لا بإسم القرية و البناء فلو خرب بعضها و نقلت عمارته إلى موضع آخر قريب منه و سمي بإسم الاول لم يتغير الحكم بل الاعتبار بموضع الاول قال المصنف رحمه الله ( و هذه المواقيت لاهلها و لكل من مر بها من أهلها لما روى ابن عباس ( أن النبي صلي الله عليه و سلم وقت لاهل المدينة ذا الحليفة و لاهل الشام الجحفة و لاهل نجد قرنا و لاهل اليمن يلملم و قال هذه المواقيت لاهلها و لكل من أتى عليها من أهلها ممن أراد الحج و العمرة و من كان داره دون ذلك فمن حيث ينشئ ثم كذلك أهل مكة يهلون من مكة ) ) ( الشرح ) حديث ابن عباس هذا رواه البخارى و مسلم و سبق بيانه و لفظه في أول الباب و هذا الحكم الذي ذكره المصنف متفق عليه فإذا مر شامى من طريق العراق أو المدينة أو عراقي من طريق اليمن فميقاته ميقات الاقليم الذي مر به و هكذا عادة حجيج الشام في هذه الازمان انهم يمرون بالمدينة فيكون ميقاتهم ذا الحليفة و لا يجوز لهم تأخير الاحرام إلى الجحفة قال المصنف رحمه الله ( و من سلك طريقا لا ميقات فيه من بر أو بحر فميقاته إذا حاذى أقرب المواقيت اليه لان عمر رضى الله عنه لما اجتهد في ميقات أهل العراق اعتبر ما ذكرناه ) ( الشرح ) هذا الذي ذكره المصنف نص عليه الشافعي و اتفق عليه الاصحاب قال أصحابنا