فرع في بيان حديث الصعب بن جثامة وقد اطال الشارح في الكلام عليه بما لا تجده في غير هذا الكتاب
رواه مسلم و عن عمير بن سلمة الضمرى ( أن رسول الله صلى الله عليه و سلم خرج يريد مكة و هو محرم فمر بالعرج فإذا هو بحمار عفير فلم يلبث أن جاء رجل من بهز فقال برسول الله هذه رميتى فشأنكم بها فامر رسول الله صلى الله عليه و سلم أبا بكر فقسمه بين الرفاق ) رواه مالك و أحمد و النسائي و البيهقى و إسناده صحيح و ما رواه البيهقي باسناده عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه انه قال ( انما نهيب أن يصاد و ان ابن عمر سئل عن لحم الصيد يهديه الحلال للمحرم فقال كان عمر بأكله ) و فى موطأ مالك باسناده الصحيح عن أبي هريرة ( انه مر به قوم محرمون فاستفتوه في لحم صيد وجده ناس محلون أ يأكلونه فأفتاهم بأكله قال ثم قدمت على عمر بن الخطاب فسألته عن ذلك فقال بم أفتيهم قلت أفتيهم باكله قال عمر لو أفتيتهم بغير ذلك لاوجعتك ) و باسناده الصحيح في الموطأ أن الزبير بن العوام ( كان يتزود لحم الظباء في الاحرام ) فهذا كله محمول علي ما لم يصد للمحرم و لا بد من هذا التأويل للجمع بين الادلة السابقة و هذا و الله أعلم و قد روى مالك و الشافعي و البيهقى بأسانيدهم الصحيحة عن عبد الله ابن عامر بن ربيعة قال ( رأيت عثمان بن عفان رضى الله عنه بالعرج في يوم صائف و هو محرم و قد غطي وجهه بقطيفة ارجوان ثم أتى بلحم صيد فقال لاصحابه كلوا قالوا ألا تأكل أنت قال اني لست كهيأتكم انما صيد من أجلى و الله أعلم ( فرع ) في بيان أمر مهم و هو حديث الصعب بن جثامة قد ثبت في الصحيحين أنه أهدى لرسول الله صلى الله عليه و سلم حمارا وحشيا و هو محرم فرده عليه و قال ( انا لم نرده عليك الا أنا حرم ) و ذكرنا قبل هذا حيث ذكره المصنف بيان ألفاظ روايات كثيرة جاءت في صحيح مسلم أنه أهدى لحم حمار أو شق حمار و ذكرنا هنا أنه يتأول قوله حمارا أى بعض لحم حمار أو شق حمار أو عجز حمار يقطر دما و نحو ذلك من الالفاظ المصرحة بانه أهدى لحم حمار و ذكرنا هناك أن البخارى و المصنف و سائر أصحابنا احتجوا به في فدية الصيد الحى و جعلوه حمارا حيا و كذا ترجم له البيهقي فقال باب لا يقبل المحرم ما يهدى له من الصيد حيا ثم ذكره في الباب عن مالك عن الزهرى عن عبد الله بن عبد الله عن ابن عباس عن الصعب بن جثامة ( أنه أهدى لرسول الله صلى الله عليه و سلم حمارا وحشيا ) و كذا رواه شعيب عن الزهرى حمار وحش و كذلك رواه الليث و صالح ابن كيسان و معمر بن راشد و ابن أبى ديب و محمد بن اسحق و محمد بن عمر بن علقمة و غيرهم عن