مجموع فی شرح المهذب جلد 16
لطفا منتظر باشید ...
مثلها تعتبر بنساء عصبتها كالاخوات و بنات الاخوات و العمات و بنات الاعمام ، و لا يعتبر بنساء ذوى أرحامها كأمهاتها و خالاتها ، و لا بنساء بلدها .
و قال ابن أبى ليلي و أبو حنيفة : يعتبر بنساء عصباتها و بنساء ذوى أرحامها .
دليلنا ما روى أن النبي صلى الله عليه و سلم قضى في بروع بنت و أشق أن لها مهر نساء قومها و هذا يقتضى قومها الذين تنسب إليهم ، و لانه إذا لم يكن بد من اعتبارها بغيرها من النساء فاعتبارها بنساء عصباتها أولى لانها تساويهن في النسب ، و يعتبر بمن هى في مثل حالها في الجمال و العقل و الادب و ألسن و البكارة و الثيوبة و الدين و صراحة النسب .
و إنما اعتبر الجمال لان له تأثيرا في الاستمتاع و هو المقصود بالنكاح ، و العقل و الادب يعتبران ، لان مهر العاقلة الاديبة أكثر من مهر من لا عقل لها و لا أدب .
و كذلك مهر الشابة و البكر أكثر من مهر العجوز و الثيب و مهر العفيفة أكثر من مهر الفاسقة .
قال الشافعي و صراحتها ، فمن أصحابنا من قال : أراد الفصاحة في اللسان .
و قال أكثرهم أراد صراحة النسب ، لان العرب أكمل من العجم فإن كانت بين عربيين لم يعتبر بمن هى بين عربي و عجمية ، لان الولد بين عربي و عجمية هجين ، و الولد بين عربية و عجمي مقرف و مدرع ، قال الشاعر في المقرف : و ما هند إلا مهرة عربية سليلة أفراس تجللها بغل فإن نتجت مهرا كريما فبالحرى و إن يك أقرافا فما أنجب الفحل و قال في المدرع : إن المدرع لا تغنى خؤولته كالبغل يعجز عن شوط المحاضير و يعتبر بالاقرب فالأَقرب ، فإن لم يكن في أخواتها مثلها صعد إلى بنات أخيها ثم إلى عماتها ثم إلى بنات عمها ، فإن لم يكن نساء عصباتها في بلدها متفرقة ، و مهور ذلك البلد تختلف اعتبرت بنساء عصباتها من أهل بلدها لانها أقرب إليهن فإن لم يكن لها عصبات أو كان لها نساء عصبة و لم يوجد فيهن مثلها اعتبرت بأقرب النساء إليها من ذوى أرحامها كأمهاتها ، و خالاتها ، فان لم يكن لها من يشبهها منهن اعتبرت بنساء بلدها ، ثم بنساء أقرب بلد إلى بلدها .
( فرع ) فان كان من عادتهم إذا زوجوا من عشيرتهم خففوا المهر ، و إذا