في امر الامامة كما احتمله بعض و ان كان ضعيفا جدا ، أو حيرة الناس في أمر صاحب الغيبة أرواحنا فداه كما لعله الاظهر أو غيرهما فلا يوجب الطعن في نفسه بلا اشكال . مع ان الاظهر و الله العالم : ان يراد بالحيرة حيرة ضعفة الشعية بعد وفات أبى محمد العسكري عليه السلام و ما صار عند ذلك من الغيبة و تفرق الامور فان حيرة الناس في امر البرقى أو حيرته في مذهبه أو نحو ذلك لا يوجب الفرق بين حديثه قبلها أو بعدها مع ان العطار قد قنع بهذا الفرق اما الاول فواضح و اما الثاني فلان تحيره في امر الامامة بعد الحديث أوهن للحديث . ثم ان الاظهر ايضا و الله العالم في وجه تمنى العطار مجيء الحديث من طريق البرقى وجوه أو أقوال : أحدها : ان حكاية الاخبار المشتملة على المغيبات قبل وقوعها أوقع في النفوس و تأثيرها أكثر ، و لما بقي البرقى إلى بعد حصول الغيبة فهذه الرواية لا تؤثر في النفوس كما يتوقع ، فأجاب الصفار بما لازمه ان هذه الرواية ايضا كان قبلها و ان بقي الراوي إلى بعدها . قلت : و يبعده ان النص على الامام الغائب عليه السلام و على غيبته لا ينحصر بهذا الحديث و قد روى محمد بن يحيى العطار عن غيره ممن بقي إلى بعد الغيبة في هذا الباب . ثانيها : ان اشتماله على امر الغيبة يوجب توقف تأثيره على حصول التواتر برواية البرقى ايضا و هذا كما اختاره بعضهم . يروى ( 1 ) و فيه انه خلاف ظاهر قوله : ( جاء من جهة احمد ) ، اذ على ما ذكر كان الاولى ان يقول : جاء بطرق أو من طريق احمد ايضا و الفرق ظاهر مع ان التواتر لا يحصل بتعدد من في طبقة البرقى بل عليه ان يتمنى رواية الصفار و أيضا أبى هاشم الجعفري من طبقات رجال سنده . ثالثها : ان اشتمال الحديث على النص على الائمة عليهم السلام و على الغيبة من الخضر عليه السلام لتغرده في موضوعه ، أوجب تمنى العطار روايته بطريق مطعون بوجه فان المطعون فيه بوجه ربما يتأمل في متفرداته فأحب ان يسمعه من الصفار بطريق آخر ، فاقنعه الصفار بما اجاب ، حيث ان اشتمال هذا الطريق على هذا الوهن يتدارك بمزية اخرى له لكون السماع قبل حدوث الغيبة و لعل سماعه ساير النصوص من الرجال كان بعدها . هذا و تقدم في الحسين بن سعيد ( ج 2 ) ذكر طرق السيرافي اليه و منها بطريق البرقى عنه لكن قال : فاما ما عليه اصحابنا و المعمول ( المعول . خ ) عليه ما رواه عنهما احمد بن محمد بن عيسى . قلت : و فى ذلك نوع تأمل في طريق البرقى اليه . 1 - مشايخه و من روى عنه . قد روى احمد بن محمد البرقى عن جماعة من ثقات الاصحاب و اجلة الرواة منهم أبو هاشم الجعفري ، و الحسن بن محبوب كما في الخصال ج 1 ر 59 و غيره كثيرا عن الضعفاء ( 1 ) . و على بن حسان ، و المنبه بن عبد الله أبو الجوزاء ، و إسماعيل بن مهران ، و الحسن بن على بن فضال ، و النهيكى ، و أحمد بن أبى نصر البزنطى ، و محمد بن عيسى ، و عبد العظيم بن عبد الله الحسني عليه السلام و الحسن بن على بن يقطين ، و ابن بنت الياس الوشاء و يعقوب بن يزيد و جماعة كثيرة يطول بذكرهم ممن روى عنهم من الثقات . و قال في باب التقية من المحاسن ص 257 : عنه عن عدة من اصحابنا : النهديان و غيرهما عن عباس بن عامر القصبى الحديث . و قد روى في كتابه المحاسن مرة عن عدة من اصحابنا و لم يسمهم الا بما عرفت . 1 - منهم محمد بن على الكوفي الصيرافى ، و السيارى ، و الحسن بن على بن أبى عثمان سجادة ، و محمد بن عبد الله بن مهران . و قد ظهر مما ذكرنا انه مع كثرة رواياته و تصنيفاته لم تكن روايته عن الضعاف بحد يوجب الوهن و قد قل عدم رواية اجلاء الطائفة عن الضعاف راسأ خاصة في الاداب و السنن و الاثار و التاريخ و ما يشابهما . مع ان الرواية عن الضعاف نادرا لا يوجب القدح الا بالنسبة إلى مراسيله لاحتمال كون الواسطة المذكورة منهم ، كما ان اكثارها لا توجب التوقف فيما رواه عن الثقات و انما تمنع عن الاعتماد على مراسيله أو ما رواه عن المجاهيل الا إذا أكثر من الرواية عن طائفة خاصة كالغلاة و الواقفة و نحوهما بما يوجب القدح فيه و احتمال انه منهم . و الا فالرواية عن الضعيف بنفسها لا تكون محرمة على ما حققناها في محله . و اعتمد المراسيل ( 1 ) و صنف كتبا ( 2 ) : منها المحاسن ، ( 3 ) و غيرها ، 1 - - مراسيل احمد البرقى و روايته المراسيل و اعلم ان الطعن في البرقى من جهة اعتماده على المراسيل : اما من جهة إرساله كثيرا و هذا انما يتم فيما إذا روى عن الضعاف فانه يحتمل كون المرسل هو الضعيف فح لا يعتمد على مراسيله لكن لا يوجب الطعن فيما رواه مسندا عن الثقات مع انه لم يظهر فيما بأيدينا من روايات البرقى كثرة مراسيله و لعله كانت في كتبه في التاريخ و الاثار . و اما من جهة إكثاره رواية مراسيل غيره فمع خفاء تحققه فيما بأيدينا من رواياته و لعله كان في ساير كتبه في الاثار و التاريخ و نحوهما و لذا قيل فيه انه ضعيف على طريقة أهل الاثار ، فلا يكون طعنا الا إذا كان المرسل لا يعرف بانه لا يرسل الا عن ثقة ، و يمنع الاخذ بمراسيله ح دون ما رواه من المسانيد . 2 - قال الشيخ في الفهرست : و صنف كتبا كثيرة . و قال ابن حجر : له تصانيف جمة أدبية . و قال صاحب معجم البلدان : و لاحمد بن أبى عبد الله هذا تصانيف على مذهب الامامية ، و كتاب في السير ، تقارب تصانيفه ان تبلغ مأة تصنيف ذكرته في كتاب ( الادباء ) و ذكرت تصانيفه . 3 - و نحوه في الفهرست و غيره لكن ذكر ابن النديم في الفهرست ( 323 ) ان كتاب المحاسن لابيه محمد بن خالد البرقى و ذكر فصوله ثم قال : ابنه احمد بن أبى عبد الله محمد بن خالد البرقى ، و له من الكتب ، كتاب الاحتجاج ، كتاب