صفات جلال اللّه ( الصفات السلبية )
تمهيد
يعبر عن الصفات السلبية بـ ((صفات الجلال )) عادة , لان اللّه سبحانه ( اجل ) من ان يوصف بمثل هذه الصفات التي تعبر جميعها عن وجود النقائص والعيوب .
وهـذه الـصـفات تقع في مقابل (( صفات الجمال )) التي تدعى بـ((الصفات الثبوتية )) وتحكي عن جمال ومحاسن الذات الالهية المقدسة .
وبـعـبـارة اخـرى يمكن القول بان جميع الصفات السلبية مجموعة في هذه الجملة وهي ( ان اللّه مقدس ومنزه عن كل الوان العيوب والنقائص وعوارض وصفات الممكنات ).
وقد بحثت اقسام مهمة من هذه الصفات في علم الكلام بالاستلهام من الايات القرآنية , منها
انه تعالى ليس (( مركبا)).
ليس له جسم .
لا يرى .
لا يسعه مكان او زمان .
منزه عن كل الوان الفقر والحاجة .
ذاته ليست محلا للحوادث والعوارض والتغير والتحول ابدا.
وصفاته عين ذاته لا زائدة عليها.
وعـليه ينبغي من جهة طرح مسالة ( صفات الجلال ) بشكل كلي وشامل ,ومن جهة اخرى التحقيق في الصفات الحساسة بتفصيل اكثر.
بعد هذا التمهيد نتوجه الى القرآن الكريم ونصغي خاشعين الى الايات التالية
1 ـ (يسبح للّه ما في السموات وما في الارض الملك القدوس العزيزالحكيم ) (الجمعة / 1 ).
2 ـ (هو اللّه لا اله الا هو الملك القدوس ) (الحشر / 23).
3 ـ (سبحان اللّه عما يصفون ) (المؤمنون / 91).
4 ـ (سبحان ربك العزة عما يصفون ) (الصافات / 180) ((117)) .
شرح المفردات
(( القدوس )) صيغة مبالغة من مادة (( قدس )) , وهي في الاصل بمعنى النزاهة والطهارة , وكما قـال صـاحب ( مقاييس اللغة ) فان سبب اطلاق هذه الصفة على اللّه عز وجل هو قداسة ونزاهة ذاته عن الاضداد والاكفا والصاحبة والولد.ويـسـتـنتج من كلام الراغب في ( المفردات ) , وابن منظور في ( لسان العرب ) , ان هذه الكلمة تـستعمل عادة للتنزيه الالهي او لتطهير عباده وحتى صاحب مقاييس اللغة يقول في الاغلب ان هذه الكلمة من المصطلحات الاسلامية الخاصة .
وسـميت ارض ( القادسية ) بهذا الاسم لان ابراهيم الخليل ( (ع ) ) دعا اللّه عز وجل لتطهيرها وتقديسها.
ومـن الـجدير بالذكر ان الراغب يعتقد بان هذه الكلمة تستعمل فقطبخصوص التطهير المعنوي لا التطهير الظاهري وازالة الخبائث .
وتقديس العباد للّه تعالى بان ينزهوه من كل نقص وعيب .
وكـمـا يـقـول بعض ارباب اللغة فان ( التسبيح ) ذو معنيين , الاول النفي ,وقد ورد في الايات الـقرآنية بمعنى نفي كل الوان العيوب والنقائص عن اللّه تعالى , والثاني بمعنى السباحة والتحرك السريع في الما , ( من مادة سبح وسباحة ).
ولـكـن يـمـكن ارجاع كلا هذين المعنيين الى اصل واحد وهو الحركة السريعة , سوا في طريق العبادة والتعبد , وتنزيه وتقديس اللّه تعالى عن كل عيب ونقص , او في الحركة السريعة في الما , او الهوا , او على الارض لان الحركة تقرب الانسان من شي وتبعده عن شي آخر.
فـفـي الـمـوقـع التي تعني فيه التنزيه عن العيب تاخذ جانب الابتعاد , وفي الموقع التي تاتي بمعنى السباحة وشق الما والهوا تاخذ جانب التحرك ((118)) .
جمع الايات وتفسيرها