2 ـ.منطق القائلين بامكانية الرؤية - نفحات القرآن جلد 4

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نفحات القرآن - جلد 4

ناصر مکارم شیرازی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

2 ـ.منطق القائلين بامكانية الرؤية


انقسم المسلمون في مسالة رؤية اللّه الى ثلاث طوائف

الطائفة الاولى التي انضم اليها الفلاسفة والمحققون العظام , تعتقد بان رؤية اللّه امر محال مطلقا.


الطائفة الثانية وهم المجسمون الذين يعتقدون بان لللّه جسم , وعليه يمكن رؤيته .


الطائفة الثالثة وهم جماعة ( ابو الحسن الاشعري ) ((131)) احد متكلمي القرن الثالث , ولهم كـلام عـجـيب حول هذه المسالة , فهم يقولون ( بالرغم من ان اللّه عز وجل مجرد عن الجسمية والـمـادة ولـكـن يـمكن رؤيته , وهذه الرؤية تتحقق في الاخرة فقط , لا في الدنيا , فهنالك يرى المؤمنون اللّه تعالى بالعين المجردة يـقول ( فاضل القوشچي ) في ( شرح تجريد العقائدـ للشيخ الطوسي ) عتقد الاشاعرة بامكانية رؤية اللّه , فالمؤمنون يرونه في الجنة ؟ لكنها رؤية منزهة عن المقابلة وخالية من الجهة والمكان .


ثـم اضـاف اتـفـق جـميع القائلين باستحالة الرؤية البصرية على ان الانكشاف العلمي التام ممكن ( امـكـانـيـة رؤيته تعالى بعين العقل والقلب ) , هذامن جهة , ومن جهة اخرى اتفق القائلون بامكانية الرؤية البصرية ايضا على استحالة تشكل صورة الباري تعالى في عين الانسان , او رؤيته بواسطة الاشعة الخارجة من العين ((132)) .


ويجدر الانتباه الى وجود رايين بين الفلاسفة الماضين حول حقيقة الرؤية , فجماعة كانوا يؤيدون خروج الشعاع ويقولون لرؤية هي خروج شعاع من عين الانسان ووصوله الى الشي المرئي فيراه الانسان ).


وجماعة آخرون اعتقدوا بان حقيقة الرؤية هي تشكل صورة المرئي في العين , ونحن نعلم ان علما الـعـلوم الطبيعية اليوم يؤيدون النظرية الثانية ,واثبتوها بادلة حسية وقالوا( ان تركيب العين من هـذه الـنـاحـية يشبه بالضبط آلة التصوير , فلا بد ان ينعكس النور الخارجي عن الجسم المرئي ليدخل العين اوآلة التصوير فتطبع صورته على شبكية العين او فلم التصوير ).


والـعـجـيـب ان الاشـاعـرة في مقابل هذا الكلام ـ وهو عدم امكانية اي واحدمن المعنيين للرؤية المذكورين اعلاه بالنسبة الى اللّه عز وجل المجرد عن المادة ـ يقولون ( لا تنحصر الرؤية بهذه الامور , خصوصا عندما يدور الكلام حول رؤية الامور الغيبية او الغائبة فـيمكن ان يرى الاعمى الاشيا التي تبعد عنه بفاصلة مكانية كبيرة ,فمثلا يمكن ان يرى عمارات الاندلس من هذه النقطة من العالم تـدل هـذه الـتعابير بوضوح على المغالطة اللفظية التي يستعملها هؤلاالافراد , واعتبارهم للرؤية مفهوما مغايرا لما هو موجود في العرف واللغة .


فـان كـان مقصودهم من الرؤية , الرؤية بعين القلب ( البصيرة ) والادراك العقلي , فهذا مااتفق عليه جميع العلما ولا حاجة للجدال والمناقشة فيه .


وان كـان مـقـصودهم هو الرؤية بالعين الظاهرية , فهو لا يتحقق سوى بانعكاس نور الاجسام على شبكية العين .


وان كـان هناك نوع ثالث من الرؤية , فهو ادعا مبهم , وغير معقول , وغيرقابل للتصور , ونعلم ان التصديق بلا تصو ر امر محال .


ويـظـهـر ان الاشـاعـرة تـخـلـوا عن ادعائهم تدريجيا عندما عجزوا عن الاتيان بدليل واقعي , واقتصروا على استعمال لفظ الرؤية فقط من دون ان يكون لهامفهوم غير المشاهدة بعين العقل , لاننا عـنـدما نقول ان رؤية اللّه مجردة عن المكان والجهة وانعكاس صورة المرئي في العين , وان مثل هذه الرؤية قدتتحقق حتى عند الاعمى ايضا , فانها لاتعني سوى الرؤية الباطنية والقلبية .


والاغـرب مـن ذلك هوان البعض منهم قد جعلوا المسالة اكثر غموضاقالوا بان اللّه يهب للمؤمنين حاسة سادسة يوم القيامة ليتمكنوا من رؤيته بها وبغض النظر عن كون التعبير بالحاسة السادسة تعبيرا مبهما وغامضا , فانه لايحل مشكلة المشاهدة والرؤية , ولا يصح استعمال لفظ الرؤية هنا سوى بالمعنى المجازي .


والـسـبـب الذي ادى بالاشاعرة وامثالهم الى الاعتقاد بمسالة رؤية اللّه يوم القيامة هو التقيد ببعض الـروايـات التي يوهم ظاهرها بشي من هذا القبيل ,وسنبحثها في البحث الذي يلي هذا البحث ان شا اللّه .

/ 159