4 ـ. هل ان اسما اللّه توقيفية ؟
اشـرنـا سابقا الى ان اسما اللّه سبحانه وتعالى تحكي عن صفاته , وكما ان صفات اللّه لا متناهية فان اسـماه غير متناهية ايضا , الا انه يستنتج من روايات كثيرة بانه لايحق لاحد ان يسمي ربه ويصفه بشي الا ماورد في الكتاب والسنة (الاحاديث المعتبرة ) , وسبب ذلك هو ماذكرناه في بحوثنا السابقة , وهو ان الكثير من الاسما والاوصاف ممزوجة بمفاهيم تحكي عن نقائص المخلوقات ومحدوديتهم , واطلاق هذه الاسما على اللّه يبعدنا عن معرفته ويلقي بنا في هاوية الشرك . لذا فقد اشتهر بين العلما بان (اسما اللّه توقيفية ) اي لا يجوز اطلاق اسم عليه دون اجازة شرعية , لـذا فـهـم لايـجوزون دعوته باسما من قبيل , (( العاقل )) ,(( الفقيه )) , (( الطبيب )) , (( السخي )) , وذلك لانها لم تزد في الايات والروايات المعتبرة ((12)) . يـقـول المفسر المرحوم العلامة الطبرسي حول تفسير ذيل الاية 180 من سورة الاعراف ((تدل هذه الاية على انه لايجوز لنا ان ندعو اللّه سوى بالاسماالتي انتخبها لنفسه فقط)) ((13)) . ولذلك ايضا قال العلامة المجلسي (قدس سره ) (لايسمى اللّه بالسخي بل يسمى بالجواد) , وذلك لان الـسـخـاوة في الاساس بمعنى الليونة , وهذه الكلمة (السخا) تطلق على الاسخيا من حيث انهم يـلـيـنـون ازا عرض الحوائج عليهم (والليونة والخشونة لامعنى لهما بخصوص اللّه , بل هي من صفات المخلوقات ) ((14)) . امـا الـمرحوم العلامة الطباطبائي في تفسير (الميزان ) فانه لايرى دليلا في القرآن وفن التفسير عـلى كون اسما اللّه توقيفية , والاية (180) من سورة الاعراف (وللّه الاسمـا الحسنى ) لا تدل عـلـى هذا المعنى , ولكنه (قدس سره ) لم يبد رايا فقهيا في هذا المجال وارجعه الى الفقه , فاضاف قائلا ((الاحـتـيـاط يـقتضي بالاقتصار على الاسما التي وردت في الكتاب والسنة في مجال تسمية اللّه سبحانه ولكن اذا كان القصد مجرد توصيف واطلاق لفظي دون تسمية فلا باس ))((15)) . اما المرحوم الكليني في المجلد الاول من اصول الكافي , فقد نقل روايات عديدة في باب ((النهي عن الصفة بغير ماوصف به نفسه تعالى )) يستنتج منها بان اسما اللّه توقيفية . من جملتها ماورد عن الامام موسى بن جعفر (ع ) قال ((ان اللّه اعلى واجل واعظم من ان يبلغ كنه صفته , فصفوه بمـا وصف به نفسه وكفوا عما سوى ذلك ))((16)) . وورد في حديث آخر عن الامام ابي الحسن (ع ) في جوابه للمفضل عندماساله عن بعض صفات اللّه قال (ع ) ((لاتجاوز ما في القرآن )) ((17)) وكذلك في الحديث الذي كتبه الامام الصادق (ع ) لبعض اصحابه (فاعلم رحمك اللّه ـ ان المذهب الصحيح في التوحيد مانزل به القرآن من صفات اللّه عز وجل فانف عن اللّه تعالى البطلان والتشبيه , فلا نفي ولاتشبيه , هو اللّه الثابت الموجود تعالى اللّه عمايصفه الواصفون ولا تعدوا القرآن فتضلوا بعد البيان ((18)) . يـسـتـنـتـج مـن هذه الروايات وامثالها بان تسمية اللّه بغير ماورد في الكتاب والسنة فيه اشكال , واسـتـعمال اصل البراة لاثبات جواز تسمية اللّه باسمااخرى لايخلو من الاشكال ايضا , فالاحوط عدم استعمال اوصاف واسمااخرى غير الاوصاف والاسما الثابتة في الشريعة المقدسة . ويـستدل احيانا ببعض الايات القرآنية ايضا وثبات كون اسما اللّه توقيفية , كما ورد في قصة نوح (ع ) عـنـدمـا خاطب سبحانه وتعالى المشركين حيث قال (اتجـادلونني في اسما سميتموهـا انتم وآبـائكم ما نزل اللّه بهـا من سلطـان ). وكذلك قال في قصة نوح (مـا تعبدون من دونه الا اسمـا سميتموهـا انتم وآبـائكم مـا انزل اللّه بهـا من سلطـان ). ولـكن دلالة هذه الايات على المقصود لاتخلو من سقم , لان المراد منهانفي الشرك وعبادة الاصنام وتسمية الاصنام بالالهة , فهي لا تدل على ان اسمااللّه توقيفية ولايجوز تعديها. وقد استدلوا ايضا بان التسمية فرع من المعرفة , والمعرفة فرع من الادراك وبما اننا لاندرك كنه ذاته وصفاته المقدسة , فان الطريق الوحيد لتسمية ذاته المقدسة هو اللّه سبحانه , وخلفائه . ونـخـتم هذا البحث بمجموعة من الابيات الشعرية التي وردت على شكل ارجوزة في كتاب معارف الائمة في هذا المجال حيث يقولوالوقف مشهور لدى الاصحاب والفعل يستحسنه في الباب . والفعل يستحسنه في الباب . والفعل يستحسنه في الباب .
فانما التوصيف فرع المعرفة ودونه لايصدق التنزيه ويلزم القول بغير العلم مع فقد سلطان عليه علمي((19)) . والحق في العرفان ماقد وصفه . بل جرئة لايومن التشبيه . مع فقد سلطان عليه علمي((19)) . مع فقد سلطان عليه علمي((19)) .