طـرحت هذه المسالة بشكل واسع في الروايات الاسلامية في اصول الكافي , بحار الانوار , نهج البلاغة , توحيد الصدوق , وغيرها, وذكرها جميعا لايتناسب مع طريقة اختصار الكتاب , لذا نقنع بنفحات منها 1 ـ عن ابي عبد اللّه الصادق (ع ) انه قال (( ان اللّه تبارك وتعالى لايوصف بزمان , ولامكان , ولا حـركة , ولا انتقال , ولا سكون , بل هو خالق الزمان والمكان والحركة والسكون والانتقال , تعالى اللّه عما يقول الظالمون علوا كبيرا)) ((175)) . 2 ـ وجـا في حديث آخر ان امير المؤمنين (ع ) سمع رجلا يقول ( والذي احتجب بسبع طباق , فـعـلاه بالدره , ثم قال له ياويلك ان اللّه اجل من ان يحتجب عن شي , اويحتجب عنه شي سبحان الذي لا يحويه مكان , ولايخفى عليه شي في الارض ولا في السما, فقال الرجل افاكفر عن يميني ياامير المؤمنين ؟ قال لا لم تحلف باللّه فيلزمك الكفارة , وانما حلفت بغيره ))((176)) . 3 ـ وورد في حديث آخر عن الامام الصادق (ع ) ((ان سليمان بن مهران ساله هل يجوز ان نقول ان اللّه عز وجل في مكان ؟ فقال سبحان اللّه وتعالى عن ذلك انه لو كان في مكان لكان محدثا , لان الكائن في مكان محتاج الى المكان والاحتياج من صفات المحدث لا من صفات القديم )) ((177)) . 4 ـ سـئل امير المؤمنين (ع ) ((اين كان ربنا قبل ان يخلق سما وارضا ؟ فقال (ع ) (اين )سؤال عن مكان , وكان اللّه ولا مكان )) ((178)) . 5 ـ وجا في حديث عن الامام موسى بن جعفر(ع ) انه قال ((ان اللّه تبارك وتعالى كان لم يزل بلا زمـان ولا مكان وهو الان كما كان , لايخلو منه مكان ولايشغل به مكان ,ولا يحل في مكان , مايكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم ولا خمسة الا وهو سادسهم ولا ادنى من ذلك و لا اكثر الا هو معهم ايـنـما كانوا ليس بينه وبين خلقه حجاب غير خلقه ,احتجب بغير حجاب محجوب , واستتر بغير ستر مستور لا اله الا هو الكبير المتعال )) ((179)) . تـدل هذه الاحاديث بمنتهى الوضوح على ان كل من سال الائمة المعصومين (ع ) عن مكان اللّه , سمع ردا مـنـفـيـا وتعابير متناغمة , غنية صريحة ,وواضحة تجلي كل ابهام في هذا المجال عن قلوب المشتاقين . 6 ـ ورد فـي (الارشـاد) و (الاحـتجاج ) (( ان اثنين من احبار اليهود دخلا المدينة وسالاعن الـخـلـيفة , فارشدا الى ابي بكر , فلما نظرا اليه قالا ليس هذا صاحبنا , ثم قالا له اقرابتك من رسول اللّه (ص ) قال اني رجل من عشيرته , وهو زوج ابنتي عائشة , قالا ل غير هذا ؟ قال لا , قـالا ليست هذه بقرابة , قالا فاخبرنا اين ربك ؟ قال فوق سبع سموات , قالا هل غير هذا ؟ قال لا , قالا دلنا على من هو اعلم منك ؟ فانك انت لست بالرجل الدي نجد صفته في التوراة انه وصي هذا النبي وخليفته مـن عـمـر انهما ان استقبلاه بشي بطش بهما , فلما اتياه قالا ماقرابتك من هذا النبي ؟ قال انا من عـشـيـرتـه , وهـو زوج ابنتي حفصة , قالا هل غير هذا ؟ قال لا , قالا ليست هذه بقرابة , وليست هذه الصفة التي نجدها في التوراة غير هذا ؟ قال ا , قالا دلنا على من هو اعلم منك ؟ فارشدهما الى علي (ع ) , فلما جااه فنظرا الـيـه قـال احـدهـمـا لـصـاحـبـه انـه الرجل الذي نجد صفته في التوراة انه وصي هذا النبي وخـلـيـفـتـه وزوج ابـنـتـه وابو السبطين والقائم بالحق من بعده , ثم قالا لعلي (ع ) ايها الرجل مـاقـرابـتـك مـن رسـول اللّه ؟ قـال هو اخي , وانا وارثه ووصيه واول من آمن , به وانا زوج ابنته فاطمة , قالا له هذه القرابة الفاخرة والمنزلة القريبة , وهذه الصفة التي نجدها في التوارة ثم قـالا لـه فـايـن ربك عز وجل ؟ قال لهما علي (ع ) ان شئتما انباتكما بالذي كان على عهد نبيكما مـوسـى (ع ) وان شئتما انبئتكما بالذي كان على عهد نبينا محمد(ص ) ,قالا انبئنا بالذي كان على عـهـد نـبينا موسى (ع ) ؟ قال علي (ع ) اقبل اربعة املاك ملك من المشرق , وملك من المغرب , ومـلـك مـن السما , وملك من الارض , فقال صاحب المشرق لصاحب المغرب من اين اقبلت ؟ قال اقبلت من عند ربي , وقال صاحب المغرب لصاحب المشرق من اين اقبلت ؟ قال اقبلت من عند ربي , وقـال النازل من السما للخارج من الارض من اين اقبلت ؟ قال اقبلت من عند ربي , وقال الخارج مـن الارض لـلنازل من السما من اين اقبلت ؟ قال اقبلت من عند ربي , فهذا ماكان على عهد نبيكما موسى (ع )قال اليهوديان مامنع صاحبيك ان يكونا جعلاك في موضعك الذي انت اهله ؟ التوراة على موسى انك لانت الخليفة حقا نجد صفتك في كتبنا ونقرؤه في كنائسنا , وانك لاحق لهذا الامـر واولـى بـه ممن قد غلبك عليه , فقال علي (ع ) قدما واخرا وحسابهما على اللّه عز وجل يوقفان ويسالان )) ((180)) .7 ـ نختتم هذا البحث بجمل واضحة من نهج البلاغة عن امير المؤمنين الامام علي (ع ) قال (ع ) في الخطبة 178 من نهج البلاغة ((لايغيره زمان , ولا يحويه مكان ,ولا يصفه لسان )). وقال (ع ) في الخطبة 186 من نهج البلاغه ((وان اللّه سبحانه يعود بعد فناالدنيا وحده , لا شي معه , كما كان قبل ابتداها بلا وقت ولا مكان ولا حين ولا زمان )). وفـي الـخطبة 49 من نهج البلاغة قال (ع ) ((سبق في العلو فلا شي اعلى منه ,وقرب في الدنو فلا شي اقرب منه , فلا استعلاؤه باعده عن شي من خلقه , ولا قربه ساواهم في المكان به )). هذا هو ما وصلنا من المنطق الصحيح والمعارف الحقة لاهل البيت (ع )حول اللّه سبحانه وتعالى .
لطفا منتظر باشید ...
