توضيح وبلاغ
ان كـلـمـة (الـخـالق ) مشتقة من مادة (خلق ) وهي في الاصل بمعنى (القياس المباشر) و(الايجاد والابداع لاول مرة )((195)) .
وارجـعـهـا بـعض ارباب اللغة الى اصلين الاول هو المعنى الذي ذكرناه اعلاه , والثاني هو بمعنى الاستوا والتسطح ((196)) .
قال في مقاييس اللغة واما الاصل الثاني فصخره خلقا اي ملسا ويقال خلولق السحاب اي استوى .
ولكن لا يستبعد صدور المعنيين من اصل واحد , وهو القياس والتنظيم والابداع .
وعـلـى اي حال فالفرق شاسع مابين تعبير الخالقية الذي قد يستعمل احيانا بالنسبة الى العباد , وبين تـعـبـير الخالقية الذي يستعمل بالنسبة الى اللّه تعالى , والمشمول ايضا بتعبير احسن الخالقين , بل يـصـدق تـعـبـيـر (الـخلق )بمعناه الحقيقي بالنسبة الى اللّه فقط الذي يوجد الموجودات من العدم دون وجـود اي اثر مسبق , في حين لو ابتدع الانسان اثرا صناعيا او فنيا او معماريافانما هو نتيجة تـركيب ومزج مواد مختلفة ماخوذة من عالم الطبيعة , فيصنعهاباشكال كان قد رآها من قبل في عالم الوجود (او يركب اشكالا مختلفة سوية ) وعليه , فلا المادة من ابداعه ولا شكلها.
ويـجـب الالـتفات الى كون صفة (الخالق ) او(الخلاق ) من اوسع صفات الفعل الالهي , والتي تشمل جميع عالم الوجود باكمله , ومظهره السماوالارض وعالم المادة وماورا المادة .
وخـلـق اللّه يعد من اعظم الايات الدالة على وجوده , لاننا اينما نحطرحالنا نشاهد نماذج من خلقه ومخلوقاته التي تدل على وجوده .
ولـذلك فكل واحدة من الصفات الالهية تحمل في معناها بلاغا للناس ,وهذا احد الاهداف المهمة من طرحها في القرآن الكريم الذي هو كتاب معرفة وتربية , اذ تقول هذه الصفة ايضا للانسان ان آثار وجـودك دليل على وجودك ,كان تخترع او تصنع شيئا من الاثار العلمية والاجتماعية وما شاكلها فان لم تترك اثرا من عندك فانك لا تمتلك اي شبه مع تلك الذات الالهية الفريدة , ولم تتخلق باخلاقه , ولم تتوفق لسلوك طريق القرب منه تعالى .
حاول انت ايضا ان تصنع آثارا وتستنير بهذه الصفة الالهية البارزة .
4 ـ الفاطر
5 ـ الباري
6 ـ الخالق
7 ـ البديع
8 ـ المصور ان الـصفات الخمس المذكورة اعلاه هي بالحقيقة مشابهة لصفة (الخالق ) ,لكنها ممزوجة مع مفاهيم ومعاني ومسائل جديدة لنصغي خاشعين الى الايات التالية
1 ـ (فاطر السموات والارض ) (يوسف / 101)((197)) .
2 ـ (هو اللّه الخالق الباري المصور) (الحشر / 24) ((198)) .
3 ـ (ان اللّه فالق الحب والنوى ) (الانعام / 95).
4 ـ (فالق الاصباح ) (الانعام / 96).
5 ـ (بديع السموات والارض ) (الانعام / 101) ((199)) .