توضيح وبلاغ - نفحات القرآن جلد 4

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نفحات القرآن - جلد 4

ناصر مکارم شیرازی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

توضيح وبلاغ

ان كـلـمة (ملك ) و(مالك ) و(مليك ) جميعها مشتقة من مادة (ملك ) , وكما قال صاحب مقاييس اللغة فهي تدل بالاصل على القوة والسلطة , اطلقت هذه الصفات على الاثريا والحكام والسلاطين لتمتعهم بالقوة والسلطة .

يـقـول الراغب في مفرداته تطلق كلمة (ملك ) على الذي يتصرف في عامة الناس عن طريق الامر والنهي .

وتـطـلق كلمة (ملك ) عادة في الملكية السياسية , و(مالك ) في المسائل المالية , وقال البعض بان (الـمـلـك ) اشـمـل مـن (المالك ) لان مالك الشي حاكم وملك عليه , ولكن ليس كل مالك يكون ملكا ((207)) .

وقـال الـبعض ايضا ان (المالك ) مخير ليعمل مايشا في ملكه في حين ان (الملك ) لا يمتلك مطلق الخيار في تصرفاته .

عـلاوة عـلـى عـدم اسـتطاعة المملوك التمرد على مالكية مالكه , في حين ان الرعية يستطيعون الخروج على حكومة حاكمهم (ملكهم ) ((208)) .

بـالـطـبـع فـعندما تستعمل هاتان الكلمتان كصفتين للّه فانما يراد منهماالاشارة الى المصداق الاتم والاكمل , وبكلمة واحدة الاشارة الى مصداقهماالوحيد وهو اللّه تعالى لذلك فحينما يصل المرحوم (الـكـفـعـمـي ) ـ فـي كـتـاب (الـمـصـبـاح ) ـ الـى كلمة (ملك ) يقول هو التام الملك , الجامع لاصناف المملوكات , وله مطلق التصرف والامر والنهي فيما يريد من ماموريه , هو الغني عن جميع الموجودات في ذاته وصفاته , وتحتاج اليه جميع الموجودات في ذاتها وصفاتها ((209)) .

وتـجدر الاشارة الى هذه النقطة ايضا , وهي ان المالكية والحاكمية وليدة الخلق , ولان (الخالق ) بمعناه الحقيقي في عالم الوجود هو اللّه وحده ( فالمالك الاصلي ) هو ايضا , واطلاق كلمة (مالك ) و (ملك ) على غيره له صبغة كنائية من هذه الناحية .

و (الـحـاكم ) من مادة (حكم ) طبقا لما قاله صاحب مقاييس اللغة وهي في الاصل بمعنى (المنع ) , وقـبـل كل شي (المنع من الظلم ) , وانما يسمى (الحكيم )بهذا الاسم لامتلاكه قوة رادعة تحجبه عن الخطايا والمعاصي .

والسر في وصف اللّه بهذه الصفة هو منعه ونهيه جميع الموجودات عن الاعمال السيئة سوا في عالم التكوين ام في عالم التشريع .

وتـعـتـبر كلمة (حكيم ) من صفات الذات من حيث حكايتها عن علم اللّه ,ومن صفات الفعل من حيث اشارتها الى خلق موجودات الوجود على اساس تنظيم وترتيب خاص , وتشريع القوانين وفق مصالح كاملة ومتقنة (تامل جيدا).

وقـد ورد فـي كتاب التحقيق ان الفرق بين (الحاكم ) و(الحكيم ) و(الحكم )ينشا من الاختلافات الـمـوجودة بين مشتقات هذه الكلمات , فالحكيم تعني من هو ثابت الحكم والحاكم هو من يصدر منه الحكم , والحكم ذو معنى مشابه مع ثبات اكثر.

يـقـول ابن الاثير في النهاية (الحكم ) و (الحكيم ) في اسما اللّه تعني (الحاكم ) , ثم ذكر لها عدة معان منها الذي يوجد الاشيا باحسن وجه , والذي يعلم بافضل الاشيا على افضل وجه , والذي يمنع عن الاعمال السيئة ـ وخاصة الظلم ـ.وكـمـا اشـرنـا سـابـقـا فان كلمة (رب ) ذات مفهوم اصلي واحد , وسلسلة من اللوازم والاغصان والاوراق (الفروع ) , لهذا فهي لها حالات استعمال كثيرة .

فـكـما ورد في المفردات فان مفهومها الاصلي هو (التربية ) والسوق نحوالكمال , ولان هذا العمل رافـقـتـه مـفـاهـيم اخرى , كالاصلاح , والتدبير ,والمالكية , والحكومة , والسيادة , والتعليم , والتغذية , فانها تطلق ايضا على اي واحد من هذه المفاهيم .

وقـد ورد فـي (لسان العرب ) ان كلمة (الرب ) علاوة على اطلاقها على الذات الالهية المقدسة , فانها تاتي ايضا بمعنى لمالك , السيد, المدبر, المربي ,القيم , والمنعم .

وقـد ورد في مصباح الكفعمي ايضا ان كلمة (رب ) تعني في الاصل التربية والسوق التدريجي نحو الـكمال , ثم استعمل هذا المعنى المصدري للمبالغة في المعنى الوصفي وبعد ذلك ذكر لها اربعة آرا حـول مفهومها الاصلي هي لمالك , السيد, المدبر , والمربي , واستعان بامثلة منهارب الدار , (اما احدكمافيسقي ربه خمرا), و (ربانيون ) و(ربائب ) ـ اي ابن الزوجة من رجل آخر ـ.اتـضـح مـن مـجـمـوع مـاورد اعـلاه ان هذه الصفات الخمس (الملك )و(المالك ), و(الحاكم ) , و(الـحكيم ) و(الرب ) , التي هي باجمعها صفات فعلية (ماعدا ((الحكيم )) التي يمكن اعتبارها من صـفـات الـفـعل وصفات الذات ايضاكالعالم ) وهي ذات مفاهيم قريبة من بعضها ومتلازمة مع بعضها تقريبا ولاتنفصل (ربوبية اللّه ) عن (ملكه ) و(حكمه ) وقد امتزجت مالكيته وحاكميته مع ربوبيته .

ان للايمان والتفكر بهذه الصفات بلاغات وآثارا تربوية وفيرة للانسان ,لاسيما بعد الانتباه الى ان هـذه الـصفات بالمعنى الحقيقي للكلمة تخص الذات الالهية المقدسة , فايماني بمالكية اللّه يبعث على الشعور باني امين على اموالي وينبغي علي التصرف فيها وفق اوامر مالكها الاصلي .

والايمان بحاكمية اللّه يمنعني من الخضوع لسلطة الظالمين والطواغيت .

والايـمـان بـربوبية اللّه يمنعني عمن سواه , واعتبر جميع العالم من نفحاته ,واراه منقادا لاوامره تعالى , وبالتالي فان هذا الايمان يمنعني من السقوط في دوامة عبودية المخلوقات .

/ 159