توضيح وبلاغ - نفحات القرآن جلد 4

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نفحات القرآن - جلد 4

ناصر مکارم شیرازی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

توضيح وبلاغ

اشـتقت كلمة (غافر) و(غفور) و(غفار) من مادة (غفر) وهي بالاصل تعني (التغطية ) , وخاصة تـغـطـيـة الشي عن التلوث , وكلمة (غفير) تعني الذائبة اوالظفيرة الطويلة التي تغطي الرقبة , و(مغفر) تعني الخوذة التي تستعمل لتغطية الراس في القتال .

وهذه الكلمة عندما تختص باللّه سبحانه فانها تعني المغفرة وستر الذنب ,ولكن (غافر) اسم فاعل , و(غفور) و(غفار) من صيغ المبالغة .

وقـال جماعة عندما تستعمل كلمة (غفور) كصفة من الصفات الالهية فانهاتعني الساتر على عباده بغطا رحمته , وقد ورد هذا التعبير ايضا في كلام بعض العلما وهو اطلقت صفة (غفار) على اللّه لانه يستر ذنوب عباده بمغفرته متى ما اذنب العبد ورجع اليه بالتوبة ((253)) .

وكـلـمـة (عـفـو) مـشتقة من مادة (عفو) وكما قال ابن منظور في (لسان العرب )وابن اثير في (النهاية ) هي بالاصل تعني المحو , لكن الراغب في مفرداته اعتقدبان هذا المعنى ليس اصل الكلمة , بـل اصـلها الاساسي هو (القصد لاخذالشي ) , لذا تطلق على الرياح العاصفة التي تسبب الدمار او الذهاب بالاشياالمختلفة , وان اطلقت (عفو) على (المحو) فلانه نوع من القصد لاخذ شي معين .

واطلقت كلمة (عفو) على نمو النبات لانه يشق التراب ويظهر.

وقـد ذكر في مقاييس اللغة اصلان لهذه الكلمة هما ترك الشي او طلبه ,ثم ارجع بقية المعاني الى هذين المفهومين , ومن جملتها (العفو) بمعنى المحووالابادة , و(العفا) بمعنى التراب المتروك .

وعـلـى اي حال عندما تستعمل هذه الكلمة بخصوص الباري تعالى فانهاتعطي معنى غفران الذنوب , ومـحـو آثـار الـمعصية , وترك المعاقبة عليها , لكن بما ان (عفو) صيغة مبالغة فانها تعني (كثير العفو) ((254)) .

وسـبـب الـتاكيد على هذه الصفة الالهية هو انه تعالى لولا عفوه لما نجا احدمن تبعات الذنوب , قال امير المؤمنين علي (ع ) ((اللهم احملني على عفوك ولاتحملني على عدلك )) ((255)) .

وفي وصية له (ع ) لمالك الاشتر ((ولا غنى بك عن عفوه ورحمته )) ((256)) .

ان عـفو اللّه من السعة بحيث لا يحده شي , والشي الوحيد الذي استثناه القرآن منه هو الشرك , لذا فـقـد ورد حـديث عن الامام الحسن العسكري انه (ع )قال (ان اللّه ليعفو يوم القيامة عفوا يحيط على العباد حتى يقول اهل الشرك واللّه ربناماكنا مشركين )) ((257)) .

ومن جهة اخرى فانه تعالى يلقن عباده درس العفو والصفح , ويوصيهم بالعفو عن بعضهم مهما امكنهم , راجين بذلك من اللّه ان يعفو عن ذنوبهم .

وقـد ورد في حديث نبوي تعبير عجيب يبين اهمية العفو , قال (ص ) ((انه ينادي مناد يوم القيامة مـن كـان لـه عـلى اللّه اجر فليقم , فلا يقوم الا العافون , الم تسمعواقوله تعالى (فمن عفا واصلح فاجره على اللّه ) )) ((258)) .

طبعا ان العفو ليس مسالة اخلاقية فقط , بل هو مسالة اجتماعية مهمة ,لانه لو بني مجتمع معين على اسـاس الانتقام وسفك الدما لحل الجدال والنزاع الذي يحدث بينهم ولما عرف طعم للعزة والسكينة ابـدا , لـذا فـقـد ورد فـي حديث نبوي , انه (ص ) قال ((عليكم بالعفو فان العفو لايزيد العبد الا عزا)) ((259)) .

وكلمة (تواب ) هي صيغة مبالغة مشتقة من مادة (توبة ) و(التوبة ) ـ حسب راي مقاييس اللغة ـ تعني (العودة والرجوع ) , وتستعمل عادة في مجال (الرجوع عن الذنب ) , كما قال ذلك لسان العرب .

لـكـن لـلراغب الاصفهاني تعبير آخر في المفردات حول تفيسر هذه الكلمة , وهو(التوبة ) ترك الذنب بافضل وجه ممكن , وقسم الاعتذار ثلاثة اقسام

الاول هـو ان يـقول احد(انني لم ارتكب هذا الذنب ابدا) , الثاني ان يقول (قد فعلت ذلك ولكن بدليل كذا وكذا اي يوجه فعلته ) , والثالث ان يقول (فعلت واسات ولن افعل هذا فيما بعد ) فمعنى التوبة هذا ( اي الوجه الثالث ) ولا رابع لها.

وعلى اي حال , فعندما تختص هذه الصفة باللّه تعالى فانها تعني اما قبول توبة العباد , او توفيقهم الى التوبة , كما قال المرحوم الكفعمي في مصباحه .

والـجـديـر بالانتباه ان كلمة (توبة ) في القرآن الكريم عندما تنسب الى العبادتتعدى بحرف (الى ) مثل (توبوا الى اللّه )(التحريم / 8) , وعندما تنسب الى اللّه تتعدى عادة بحرف الجر (على ).

وهذا التفاوت في التعبير يشير ظاهرا الى نقطة لطيفة وهي ان التوبة على اي حال تعني الرجوع مـن الـذنـب , ولـكن رجوع العباد من الذنب يتحقق بترك الذنب والاعتذار, اما رجوع اللّه فيتحقق بـارجـاعـه لـهم اللطف والرحمة التي منعهاعنهم بسبب اقترافهم ذلك الذنب المعين , ولان الرجوع هنايخص مقاما عالياوساميا عبر عنه بكلمة (على ) التي تستعمل في موارد العلو عادة .

وذكر هذه الصفة (تواب ) بشكل صيغة مبالغة يشير ايضا الى هذه النقطة وهي لو اذنب العبد وتاب مرة او مرات , ثم كسر توبته فلا يياس من عفو اللّه ورحمته لانه تعالى تواب اي (كثير التوبة ).

والاثـر التربوي للتوبة غير خاف على احد , لانه لو كانت ابواب التوبة مغلقة في وجه العباد لكفى ذنب واحد لاقناطهم من اللطف الالهي , والرمي بهم في دوامة ذنوب اكبر , اما عندما يشاهدون هذا الـبـاب مـفـتوحا امامهم , وبحرالرحمة الالهية هائجا (بحكم كونه تعالى توابا) , فسيندفعون الى الرجوع من .

ذنوبهم واصلاح وجبران ماصدر منهم , ويعد هذا بحد ذاته سلما للتكامل الانساني .

ومـن جـهة اخرى فانها تعطي الناس هذا الدرس وهو ان لايتشددوا تجاه اخطا اصحابهم , ويفتحوا امامهم طريق العودة والاصلاح , ويعطوا لغيرهم مايؤملونه من ربهم , اي العفو.

والـتعابير الواردة في الروايات الاسلامية بصدد التوبة من الظرافة والجمال بحيث تجذب الانسان الى مثل هذا الخالق التواب , وتوقد في قلبه جذوة العشق الالهي .

ورد في حديث عن الامام الباقر (ع ) انه قال (( ان اللّه تعالى اشد فرحا بتوبة عبده من رجل اضل راحلته وزاده في ليلة ظلما فوجدها )) ((260)) .

وفـي حـديـث آخر عن النبي (ص ) وصف به التوبة بانها احب الاعمال الى اللّه تعالى حيث قال (( وليس شي احب الى اللّه من مؤمن تائب او مؤمنة تائبة )) ((261)) .

واشـتـقـت كـلمة ((جبار)) من مادة ( جبر ) ومعناها الاصلي ـ كما قال الراغب ـ اصلاح الشي بضرب من القهر ولهذا فقد تستعمل هذه الكلمة احيانا بمعنى الاصلاح , كقول الذي يصلح العظم (( جبرت العظم )) , وورد في الدعا الماثور (( ياجابرالعظم الكسير )).

واحـيـانا تستعمل بمعنى القهر والغلبة , وكما قال صاحب مقاييس اللغة و جنس من العظمة والعلو والاستقامة , يقال نخلة جباره للتي طالت وخرجت عن متناول اليد.

و ( الجبر ) يعني ارغام الشخص على فعل معين , وهي ماخوذة ايضا من اصل القهر والغلبة .

وعـلـى اي حـال , فـعـندما تستعمل كلمة ( جبار ) بخصوص الباري سبحانه فانها تعني ـ كما قال الـمـرحـوم الـصدوق في كتاب التوحيد القاهر الذي لا ينال ,وله التجبر والجبروت اي التعظم والعظمة ((262)) , او يعني الذي جبر مفاقر الخلق وكفاهم اسباب المعاش والرزق كما ذكر ذلك المرحوم الكفعمي في مصباحه ضمن ذكره لمعان اخرى ((263)) .

وكذلك جابر الانكسارات , والقنوط , والندم الحاصل من اقتراف الذنوب .

قـال الـمرحوم الطبرسي في ((مجمع البيان )) لا يستحق ان يوصف به على هذا الاطلاق الا اللّه تـعـالـى , فـان وصف به العباد فانما يوضع اللفظ في غيرموضعه ويكون ذما ( لانها تحكي عن حب الرئاسة والتكبر والظلم والفساد ).

ان هـذه الصفة الالهية ترشدنا من جهة الى عظمة وعلو المقام الالهي , ومن جهة اخرى الى رحمته وعطفه وعنايته في جبر الانكسار والحرمان والذنوب .

/ 159