جمع الايات وتفسيرها - نفحات القرآن جلد 4

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نفحات القرآن - جلد 4

ناصر مکارم شیرازی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

جمع الايات وتفسيرها

ان كلمتي ( شاكر ) و( شكور ) مشتقتان من مادة ( شكر ) وهي تعني ـ كما جافي ( فروق اللغة ) ـ الاعـتـراف بـالنعمة من باب تعظيم المنعم , وقال صاحب ( مصباح اللغة ) الشكر هو الاعتراف بـالـنـعـمة وادا الطاعة وترك المعصية , لهذا فقد يحصل احيانا باللسان واحيانا اخرى بالعمل وقال الـراغـب في مفرداته ان معناه الاصلي هو (( تصور النعمة واظهارها )) , ويقابله ( الكفر )و ( الـكفران ) وهو نسيان النعمة وسترها , ويطلق تعبير ( الشكور ) على الحيوان الذي يطهر آثار عـنـاية واهتمام صاحبه من خلال السمنة , ثم قسم الشكر الى ثلاثة اقسام الشكر القلبي , الشكر اللساني , والشكر العملي .

ولهذا الكلمة عدة معان في حالة استعمالها في ما يخص الباري تعالى ,منها

انه يتقبل القليل من الطاعة ويعطي الكثير من الثواب , او الذي يعطي جزيل النعم ويرضى بما قل من الشكر وهو في الحقيقة يعني المجازاة والمكافاة على العمل ,ولكن ليس بمقدار العمل بل بمقدار لطف الخالق تعالى .

واعتقد البعض كالمرحوم الكفعمي في ( المصباح ) والمرحوم الصدوق في ( التوحيد ) بان كلمة ( الشكر ) عندما تستعمل بخصوص الباري تعالى تكون ذات صفة مجازية .

ولـكـن لـو قـلـنا بان معناها اللغوي هو ما ورد في كتاب ( العين ) اي ( معرفة الاحسان ) , لصدق استعمالها في الحقيقي بالنسبة الى الباري تعالى .

ان ولـهـذه الـصفة الالهية توحي لنا من جهة ان ننثبه الى حق الباري تعالى ,فهو سبحانه من العظمة بـحيث يعطي اعظم الثواب لقا اقل الاعمال الصالحة ويشكر عباده بهذه الطريقة , والانتباه الى هذه الحقيقة يعد دافعا مهما للتوجه نحو الاحسان والتزكية .

ومـن جـهـة اخـرى انـها تعلمنا كيف نقابل نعم وخدمات الاخرين , ليس فقط ان لا ننسى جهودهم وخدماتهم لنا , بل ان لا نتقيد بالمساواة والمكافاة بالمثل عند رد جميلهم .

وقـد ورد في الدعا الماثور عن الامام الصادق (ع ) ( يا من يشكر اليسيرويعفو عن الكثير وهو الغفور الرحيم , اغفر لي الذنوب التي ذهبت لذتها وبقيت تبعتها )) ((269)) .

كـمـا ورد عنه (ع ) انه كتب في التوراة (( اشكر على من انعم عليك , وانعم على من شكرك )) ((270)) .

اشـتقت كلمة ( شفيع ) من مادة ( شفع ) على وزن نفع ـ التي هي في الاصل تعني ضم شي الى آخر لـلـحـصول على نتيجة مطلوبة , وفي مقابلها ( وتر ) ويقال للشاة التي يرافقها وليدها في التنقل ( شـافـع ) , ويـستعمل مصطلح حق الشفعة بخصوص شريكين باع احدهما حصته لرجل ثالث , لكن شـريـكـه يـريـد شـراالـحصة التي باعها للشخص الثالث بنفس المبلغ , ليضم حصة شريكه الى حصته بهذه الطريقة .

ويطلق على العين الحولا ( شافعة ) ايضا , لانها ترى الواحد اثنين , وقدوردت هذه الكلمة بمعنى المعين والمساعد ايضا ((271)) .

واسـتـعـملت كملة ( الشفاعة ) في مورد (( طلب العفو عن ذنب شخص من قبل فرد ذي شخصية مـرموقة )) , وكان الشخص المحترم ـ صاحب المقام ـ يقف الى جوار المذنب ليتلطف صاحب الحق على المذنب ويرق له .

والـشـفـاعـة في القرآن ذات بحوث واسعة , وسنبحثها بصورة مفصلة في سلسلة مباحث التفسير الموضوعي ان شا اللّه ((272)) , وما نبحثه هنا هو انتخاب هذه الصفة كواحدة من الصفات الالهية .

وعـلـى اي حـال ان اطـلاق كـلمة ( شفيع ) على اللّه سبحانه , وخاصة في يوم القيامة , يشتق من سلطته المطلقة , وعدم قدرة اي احد على فعل شي دون اذنه سبحانه , وحتى شفاعة الشفعا كالانبيا والائمـة والملائكة والمؤمنين المخلصين فانها لا تقبل الا باذنه ( من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه ) (سورة البقرة ـ 255 ).

ولهذا السبب خاطب سبحانه رسوله الكريم في الاية 44 من سورة الزمر ( قل للّه الشفاعة جميعا #له ملك السموات والارض ).

ولانـه سـبـحـانـه يعطي اذن الشفاعة , فالشفيع الواقعي هو تعالى , وكانه سبحانه يشفع عند ذاته المقدسة لعباده المذنبين , وهذه اسمى مراتب العظمة .

وقـال جماعة ايضا ان سبب اطلاق اسم شفع او ( شفيع ) على اللّه سبحانه هو حضوره مع عباده في كل مكان , كما قال في الاية ( 7 ) من سورة المجادلة ( ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم ) ((273)) .

لـكـننا نستبعد هذا المعنى لان كلمة الشفيع تعطي في مفهومها نوعا من المساعدة والحماية والتكامل والتربية .

وتـجـدر الاشـارة الى وجود نوعين من الشفاعة تكوينية وتشريعية ,فالشفاعة التشريعية هي ما عـرف مـن شـفـاعـة شخص وجيه عند صاحب حق لتخليص مذنب من عقوبة معينة , واما الشفاعة التكوينية فهي ربوبية اللّه على الموجودات وسوقهم نحو التكامل وفق قوانين الخلق والتكوين .

وما توحي لنا هذه الصفة من بلاغ تربوي هو الانتباه الى هذه الحقيقة ,وهي عدم جواز القنوط من لـطـف اللّه وعـفـوه ورحمته , لانه يشفع عند ذاته المقدسة لعباده ايضا , ويامر الانبيا والملائكة والائمة ايضا ليشفعوا لمذنبي الامم ( طبعا في المحل اللائق للشفاعة ).

ومـن الـمعلوم ان الانتباه الى هذه المسالة له اثر عميق في المنع من تكرارالذنب لكي يبقى الامل في الـشفاعة , وتبقى قابليته لنيلها محفوظة هذا من جهة , ومن جهة اخرى انها تعلم العباد ليتاسوا بذلك ايضا ويشفعوا للنادمين والمحرومين والضعفا.

وقد ورد في الحديث الشريف (( اشفعوا تؤجروا )) ((274)) .

اما كلمة ( وكيل ) فهي مشتقة من مادة ( وكل ) ـ على وزن وصل ـ وهي في الاصل تعني الاعتماد عـلى الاخرين , ولكون لازم هذا المعنى الضعف والعجزفي بعض الجوانب فقد اطلقت كلمة ( وكل ) على الضعفا والعاجزين , ويطلق (وكال ) على الدواب التي تسير دائما في مؤخرة القافلة اوالقطيع , وكانها تعتمدفي المسير على غيرها ((275)) .

وطبقا لذلك فان ((وكيل )) من يعتمد عليه , ويلتجا اليه الانسان في حل مشاكله .

وعـلـيـه عـندما تستعمل هذه الكلمة بخصوص الباري تعالى ـ كما قال المرحوم الصدوق في كتاب الـتـوحـيـد ـ فـانها تعني حافظنا وحامينا ومعتمدناوملجانا , نحن وجميع موجودات عالم الوجود ((276)) .

قـال الـمـرحـوم الكفعمي في المصباح بانها تعني من وكلت اليه جميع امورنا ((277)) وما قاله الـبـعـض فـي تـفسيرها بتكفل الرزق هو في الواقع تبيان مصداق واحد , والا فهي ليست محدودة بالرزق فقط.

يقول الزبيدي في تاج العروس في شرح القاموس ( التوكل ) هو اظهارالعجز والاتكا على الغير , هـذا من حيث اللغة , واما عند اصحاب الحقيقة , فهوالاعتماد على ما عند اللّه والياس مما في ايدي الناس , (( المتوكل على اللّه ))يطلق على من يعتقد بان اللّه يكفيه رزقه وجميع اموره , يتكل على اللّه وحده لاعلى غيره ((278)) .

يـستنتج من الايات القرآنية بوضوح ان توكل المؤمنين على اللّه وحده من شؤون التوحيد , لان كل شي وكل امر يرجع اليه , كما ورد في الاية ((123)) من سورة هود (ع ) ( واليه يرجع الامر كله فاعبده وتوكل عليه ) , وكذا في الاية ((12)) من سورة ابراهيم (ع ) ( وعلى اللّه فليتوكل المتوكلون ).

لـم لا نتوكل عليه ونعتمد عليه في جميع امورنا وهو العزيز الرحيم العزيز الرحيم ).

ان الـبـلاغ الذي تعطينا اياه هذه الصفة الالهية هو انها توصينا بعدم الضياع في عالم الماديات وعدم الانـخداع بالقدرات المادية الظاهرية , وعدم الاعتمادوالاتكال على المخلوقات الضعيفة العاجزة , بـل الـتـوكل فقط على الذات الالهية المقدسة , والاستعانة به سبحانه فقط والوثوق به والخضوع لحضرته جل وعلافقط.

ومن جهة اخرى علينا ان نسعى ونبذل ما في وسعنا لنكون عونا للاخرين من باب التخلق باخلاق اللّه , ونحاول حل مشاكلهم تقربا الى اللّه تعالى .

وقد ورد في حديث عن الامام علي (ع ) انه قال (( التوكل على اللّه نجاة من كل سؤ وحرز من كل عدو )) ((279)) .

امـا كـلـمة (كافي ) فهي ماخوذة من مادة (كفاية ) طبقا لما جا في مقاييس اللغة ولسان العرب ـ وهي تـعـنـي الاقدام على عمل معين والتمكن منه , ولكن الراغب يقول في مفرداته ( الكفاية ) هي رفع حاجة والوصول الى المقصود ,و ( كفية ) ـ على وزن كنية ـ تعني الغذا الكافي , و ( كفي ) ـ على وزن (خفي ) ـتعني المطرالذي يحل مشكلة الجفاف ((280)) .

وعـندما تستعمل هذه الكلمة بخصوص اللّه سبحانه فانها تعني المديرلامور عباده وحلال مشاكلهم والمبلغ ـ من يتوكل عليه ـ مناه دون ان يكله الى غيره .

وقد مر علينا في الدعا يا كافي المهمات ) او مثله ( يا كافي من كل شي ).

ان مفهوم هذه الصفة الالهية ذو جانبين , فمن جهة يزيل سحب الياس والقنوط المظلمة عن سما روح الانـسان , ويمنع من استسلام وركوع الانسان لعظمة حجم المشاكل , لانه ( اي الانسان المؤمن ) يعلم ان معبوده يدعى بالكافي ويكفيه ما يهمه من اموره ومشكلاته , قال تعالى ( اليس اللّه بكاف عبده ومـن جـهـة اخـرى , ومـن بـاب الـتـخـلـق باخلاق اللّه ,يلهمه الجد والاجتهادفي كفاية الضعفا والمحرومين امورهم مهما امكنه , ويعكس شعاعا من انوارالصفات الالهية في نفسه في هذا المجال .

/ 159