اشرنا فيما مضى الى ان بعض الصفات الالهية يمكن ان تكون ذات بعدين , ذاتي وفعلي ولكن بمفهومين . ويـمكن ان تكون صفتا (القاهر) و (القهار) من هذا القبيل , فلو اعتبرناهامرادفة لصفتي (قادر) و (قدير) لصارت من صفات الذات , اما لو حملت على مفهوم القهر والغلبة الفعلية الخارجية لصارت من صفات الفعل (تامل جيدا). وعـلـى اي حال فان من قدرته غير متناهية فهو قاهر وغالب لكل شي بالطبع , ومسيطر على جميع الامور , لا مانع يحول دون مشيئته , ولا يصعب عليه اي امر. وقد وردت هذه الصفات الالهية الثلاث في الايات القرآنية , ولنستمع خاشعين الى الايات التالية 1 ـ (وهو القاهر فوق عباده ) (الانعام ـ 18) ((296)) . 2 ـ (ارباب متفرقون خير ام اللّه الواحد القهار) (يوسف ـ 39) ((297)) . 3 ـ (واللّه غالب على امره ولكن اكثر الناس لايعلمون ) (يوسف ـ 21) ((298)) .