جمع الايات وتفسيرها
1 ـ العالم مظهر لصفاته واسمائه
من المتعارف عليه ان عالم الوجود محل بروز وظهور الصفات الالهية ,وهذه المسالة واضحة تماما خـصـوصا بالالفتات الى صفات الفعل , لان جميع مانشاهده في هذا العالم من الخلق والتكوين مظهر لخالقيته سبحانه وتعالى .
وجميع ما نشاهده من الرحمة المادية والمعنوية مظهر لرحمانيته .
وكـل تـدبـيـر فـي هذا العالم يدل على ربوبيته , وجميع الارزاق الظاهرية والباطنية هي مظاهر لرازقيته سبحانه .
وكما اشرنا سابقا , ونظرا لكون صفات الفعل مشتقة من افعاله جل وعلا ,وافعاله لاتعد ولا تحصى فان صفاته الفعلية لاتعد ولا تحصى ايضا.
وقد ذكرنا في البحوث السابقة ستين صفة من اهم (صفات الفعل ) الواردة في القرآن الكريم , والتي تتشعب من كل منها صفات اخرى , وتطرقنا الى تفسيرهاوتحليلها.
ان الانتباه الى هذه الصفات لا يعرفنا بالافعال الالهية فحسب , بل ان معرفة افعاله تؤدي الى تخلقنا بها وتربية نفوسنا وتهذيب ارواحنا (تامل ).
وينبغي التذكير بهذه المسالة ايضا وهي ان بعض الصفات الالهية لاريب في انتسابها الى صفات الذات (مـثـل عالم ) وبعضها الى صفات الفعل (كالرازق والخالق ) , وبعضها الاخر ذات جانبين , ذاتية من نـاحية , وفعلية من ناحية اخرى , كالقيوم مثلا فان فسرت بمعنى (القائم بالذات ) صارت من صفات الذات ,وان فسرت بمعنى (مقوم الموجودات ) صارت من صفات الفعل .