هـنالك اختلاف شديد بين المسلمين حول تفسير معنى كلام اللّه , وفسرته كل طائفة بشكل معين فـقـد قـال جماعة من الحنابلة ان كلام اللّه مركب من الحروف والاصوات القديمة والقائمة بذاته الـمـقدسة , ثم اصروا على هذاالكلام التافه الى الحد الذي قالوا ان جلد القرآن ايضا قديم وازلي ناهيك عن رسوم حروفه . وقالت جماعة اخرى ن كلام اللّه معناه تلك الحروف والاصوات , وهي امور حادثة وقائمة بالذات الالهية المقدسة في نفس الوقت , وتفاهة كلام هؤلاليس باقل من الحنابلة . وذهبت طائفة ثالثة الى ان كلام اللّه معناه تلك الحروف والاصوات , وهي حادثة وغير قائمة بذاته المقدسة , بل هي من زمرة مخلوقاته التي اوجدها اللّه في وجود جبرائيل او الرسول محمد (ص ) , او شجرة موسى (ع ). وقالت جماعة رابعة وهم ((الاشاعرة )) ان كلام اللّه ليس من سنخ الاصوات والحروف , بل هو مـفـاهـيـم قائمة بذاته ويسمونه (كلام نفسي ) ,ويعتقدون بكونه قديما ((322)) , وحتى كانوا يعتقدون بكفر من يعتقد بحدوث كلام اللّه (اي القرآن ) (واوجبوا قتله ((323)) . وقد شهدت القرون الاولى من تاريخ الاسلام نزاعات شديدة ودموية حول (كلام اللّه ) وكونه حادثا او قـديـمـا , ووصلت الحالة الى تكفير بعضهم الاخر ,نزاعات وقفنا اليوم على بطلانها , ويمكننا الـقـول وبـجراة انها كانت من سياسة حكومات ذلك الوقت لتخدير الشعب المسلم والعمل بسياسة (فرق تسد).