بـينت الاية الاولى بتعبير غني ومختصر ان اللّه يعلم بكل شي , بدون استثنا , فقالت (واعلموا ان اللّه بكل شي عليم ). يلاحظ ان هذا التعبير , الذي تكرر التاكيد عليه وتكرر لاكثر من عشرمرات في السور القرآنية المختلفة , بنفس هذه العبارة او بعبارات مشابهة لهايعتبر اصلا قرآنيا كليا في وصف علم اللّه . ان هـذه الـعـبـارة من هذه الاية ـ التي هي محل بحثنا ـ قد وردت بعد ان ذكرقسم من حقوق النسا والاحـكـام الالهية الخاصة بها , وهي تحذير لذوي الاغراض الخبيثة الذين يرومون استغلال هذه الـقـوانـيـن الالهية بصورة سيئة وقدبين القرآن هذه الجملة في آيات اخرى ايضا بعد بيانه لزوم الـتـقوى او احكام اخرى , او ذكره لبعض الصفات الالهية وماشاكل ذلك , كل هذا من اجل بيان هذه الـحـقيقة , وهي ان الاحكام التي وضعها اللّه حكيمة وذات مصالح واغراض معينة من جهة , وايضا فـانـهـا تـحـذيـر لجميع المتخلفين عنها , الذين يعلم اللّه اعمالهم ونياتهم من جهة اخرى , والاثر الـتـربـوي لهذا الاعتقاد واضح فمن البديهي ان الذي يعلم ويدرك بان الامر صادر ممن احاط علمه بـجـمـيع اسرارالوجود وكل حوائج الانسان , وكذلك يعلم ان من يراقبة عالم بكل شي , لايجيز لنفسه ان يرتكب ادنى مخالفة .