تـشـيـر الايـة الخامسة ـ بقرينة الايات السابقة لها الى المنافقين , فتقول الم يعلموا ان اللّه يعلم سرهم ونجويهم ) و ان اللّه علام الغيوب ). وتعبير ((علام الغيوب )) تعبير جديد يمر علينا في هذه الاية , ونظرا لكون ((علام )) صيغة من صـيـغ المبالغة ولفظ ((الغيوب )) لفظا عاما, فانه يشمل جميع خفيات عالم الوجود باكمله وعالمي الطبيعة وماورا الطبيعة . والـلـطـيـف هو ان جميع الايات القرآنية التي تناولناها في بحثنا لحد الان حول علم اللّه , وردت كتحذير للناس لكي يراقبوا اعمالهم واقوالهم ونياتهم ,اي انها اشارت الى المسائل التربوية قبل كل شي . ((الـنـجوى )) من نجوة و ((نجاة )) في الاصل بمعنى المكان المرتفع , ومن حيث ان الشخص اذا اراد ان يـحـدث صاحبه بسر معين فانه ينفرد به في مكان منعزل , فان هذه الكلمة وردت هنا بمعنى الهمس في الاذن .