موجود في كل مكان - نفحات القرآن جلد 4

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نفحات القرآن - جلد 4

ناصر مکارم شیرازی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

موجود في كل مكان

تـحـدثت الاية السادسة في البداية عن شهادة اللّه على اعمال واقوال وحالات الانسان , ثم عن سعة عـلمه واحاطته بكل شي في الوجود , وفي الحقيقة فان لهاتين المسالتين ارتباطا لطيفا مع بعضهما , قال سبحانه (وما تكون في شان وما تتلومنه من قرآن ولا تعملون من عمل الا كنا عليكم شهودا اذ تفيضون فيه ) ((37)) .

والـجـديـر بالالتفات هو ان المخاطب في الجملتين الاوليتين هوالرسول (ص ) , حيث اشارت الى الـشـان , (اي الحالات والاعمال المهمة ) ,وتلاوة القرآن الكريم , اما المخاطب في الجملة الثالثة التي تحدث عن مطلق الاعمال , فهم الناس باجمعهم .

وعلى اي حال , بما ان المخاطب في بداية الاية هو الرسول (ص ) وفي الذيل هم جميع الناس , فانها تدل على العموم والشمول .

وعـلاوة على ذلك فهي تشمل حالات الانسان واقواله واعماله (الاستنادالى تعابير الشان والتلاوة والعمل ).

و((الشهود)) جمع ((شاهد)) , وهو بمعنى الحاضر والناظر والمراقب (واستعمال صيغة الجمع بخصوص الباري ـ كما وضحنا هذه المسالة كرارا ـ انماهو كناية عن عظمته وعلو مقامه سبحانه وتعالى ) , ولهذا التعبير مفهوم اوسع من مفهوم العلم , وهو في الواقع يشير الى حقيقة كون علم اللّه علما حضورا ,وسنشرح ذلك في قسم التوضيحات .

((تـفـيـضون )) من ((الافاضة )) وهي في الاصل بمعنى امتلا الانا بالمابحيث ينساب من حافته , وهذه الكلمة تستعمل بمعنى الشروع بالاعمال باقتدار او بصورة جماعة , وقد وردت في هذه الاية بهذا المعنى ايضا.

ثم اضاف سبحانه قائلا (وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الارض ولافي السما ولا اصغر من ذلك ولا اكبر الا في كتاب مبين ).

(( يـعزب )) من (( العزوب )) ـ على وزن ((غروب )) ـ وهو بمعنى البعد والانزواوالغيبة , وقـال بـعـض الـلـغـويين والمفسرين بانه بمعنى الابتعاد عن العائلة وفراق الاهل لتحصيل مرتع لـلمواشي , ويطلق ((عزب )) و ((عازب )) على كل من يبقى بعيدا عن اهله , او كل من لم يتزوج ايضا , وكذلك يطلق على اي لون من الفراق والغيبة ((38)) .

ويعد هذا التعبير في هذه الاية اشارة لطيفة الى حضور جميع الاشيا بين يدي اللّه , فحقيقة علم اللّه هو هذا ((العلم الحضوري , كما سنذكره فيما بعد.

وكـمـا قـلـنـا سـابـقا فان المقصود من ((الكتاب المبين )) هو علم اللّه الذي يعبرعنه بـ((اللوح الـمـحـفـوظ)) ايضا , والمثقال معناه , ((الوزن )) و ((الذرة )) فسرت بعدة وجوه منها الديدان الـصـغـار والغبار الذي يلتصق باليد , وذرات الغبار العالقة في الفضا والتي ترى عندما تدخل اشعة الـشـمـس فـي الـغرفة المظلمة , وايا كان من هذه التعابير فانه كناية عن منتهى الصغر والدقة في الحجم وتلويح بسعة علم اللّه سبحانه وتعالى .

/ 159