كيف ان هذه العلوم الخمسة مختصة باللّه سبحانه وتعالى مع انه من الممكن تشخيص جـنـس الـجنين (ذكر ام انثى ) بوسائل معينة ؟ وان لم تكن هذه المسالة قطعية لحد الان , وكذلك نزول الغيث حيث يستنبا بنزوله قبل هطوله بقليل .
الجواب
الـكلام لايدور فقط حول جنس الجنين بل ان اللّه سبحانه يعلم عددالاجنة الموجودة في الارحام , ووضـعـيتها واستعداداتها واذواقها , ومواهبها ,وقدراتها وضعفها وجميع خصوصياتها وهكذا عن الغيث , فقد احاط علمه بكمية الغيث ونوعيته وعدد قطراته ووزنها ومحل سقوطها ولا احد يمكنه ان يحيط علما بهذه الامور وباي وسيلة كانت . والشاهد على كلامنا هذا هو حديث ورد في نهج البلاغة حول تفسير هذه الاية ( فيعلم اللّه سبحـانه مـا في الا رحـام من ذكر او انثى وقبيح او جميل وسخي اوبخيل فهـذا علم الغيب الذي لا يعلمه احد الا اللّه )((45)) . تـدل هـذه الـعـبارة بوضوح على ان المقصود هو العلم بجميع صفات الجنين الجسمية والروحية , لاجنس الجنين فقط.
السؤال الثاني
كيف يمكن الجمع بين هذه الاية والروايات الكثيرة التي وردت في تفسيرها وبين الروايات الكثيرة التي صرحت بان الرسول (ص ) والائمة المعصومين (ع ) كانوا يخبرون عن حوادث المستقبل , او يـوم وفـاتهم , ومحل دفنهم , وسائر الامور المستقبلية , الا يوجد تضاد بين هاتين المجموعتين ؟ لان الاية تقول ( وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس باي ارض تموت )؟.
الجواب
يمكن الاجابة على هذا الاشكال بان الفرق هو في الاجمال والتفصيل بتوضيح ان مايخبر به اوليا اللّه او الـمـلائكة عن حوادث المستقبل وعلم الغيب ليس الا علما اجماليا , فمثلا يعلمون بان الشخص الـفلاني سيموت في الغد ,اما العلم بساعة ولحظة وفاته وبقية خصائصها فهو مختص به سبحانه , فهذا علم تفصيلي وكلي وشامل , في حين ان علم اوليا اللّه علم اجمالي وجزئي . وقـد اراد بعض المفسرين الرد على هذا الاشكال عن طريق العلم الذاتي والعرضي فقالوا ان علم اللّه بـهـذه الامـور ذاتي , وان اوليا اللّه لايملكون لنفسهم شيئا , فعلمهم انما هو بتعليم اللّه (اي ان علمهم عرضي ). لكن هذا الجواب لايتناسب مع الكثير من الروايات المنقولة من طرق الشيعة والسنة في هذا المجال , بـل وحـتـى لايـتـطابق مع ظاهر الاية في ثلاثة موارد احدها انحصار علم الساعة به سبحانه , وكذلك ماتدري نفس ماذاتكسب غدا , وماتدري نفس باي ارض تموت .
لطفا منتظر باشید ...
