ان الاهـمـية الخاصة التي اولاها القرآن الكريم لهذه المسالة تنبع اولا من الدور المهم لمسالة علم اللّه فـي بحث معرفة اللّه , حيث تقرب الانسان الى ربه وتعرفه به , وتجعله يراه في كل مكان وان معرفة اللّه بدون معرفة جوانب علمه تعتبر ناقصة وضعيفة جدا. ومـن حـيـث ان لجميع المعارف انعكاسا على اعمالنا وتصرفاتنا الفردية والاجتماعية , وكون هذه الـمـسـالـة تنبع من العلاقة الوثيقة بين (الايديولوجية ) و(النظرة العالمية ) فان لادراك علم اللّه اللامحدود آثار تربوية وهي كالتالي فـمـن جهة نجد ان الاعتقاد بوجود رقيب عليم عظيم له تاثير في ترغيب وردع الانسان في انجاز اعماله فعندما يقول سبحانه ( ولقد خلقنـا الا نسـان ونعلم مـا توسوس به نفسه و نحن اقرب اليه مـن حبل الوريد ) وقوله ( وان ربك ليعلم ماتكن صدورهم وما يعلنون ) وقوله ( وما يعزب عن ربـك مـن مثقال ذرة في الا رض ولا في السما ولا اصغر من ذلك ولا اكبر ) وقوله ( وعنده مفاتح الغيب وما تسقطمن ورقة الا يعلمها ولا حبة في ظلمـت الا رض ولا رطب ولا يابس الا في كتـب مبين ) ,او قوله سبحانه ( وكفى بربك بذنوب عبـاده خبيرا بصيرا ) , ( سورة الاسرا ـالاية ـ 17 ) , فانه تحذير شديد لجميع بني البشر واشعار بالخوف والرجا في كل مايصدر منهم من عمل . ومـن جـهـة آخرى فان الاعتقاد بان الناظر والرقيب علينا هو ولي نعمتنا ,كانه يقول لنا ((كيف تستعينون بنعم اللّه وعطاياه على معصيته )) ؟ ومـن جـانب ثالث فان هذه المراقبة تحيي بصيص الامل في قلب الانسان ,ويشعر بعدم كونه وحيدا فـي مـواجـهة الحوادث , بل يشعر بان الرقيب هو من يحيط علما بجميع الكون ومشاكله واسراره الـبـاطنية والعلنية , وهو سبحانه وتعالى قدير ورحيم في نفس الوقت وهذه العقيدة ترفد الانسان بالقوة والاستقامة في مواجهة المواقف الصعبة . ومـن جـانب رابع فان الالتفات الى سعة علم اللّه تعالى يدلنا على سعة وعظمة عالم الوجود , وعمق اسرار عالم الخلق والتكوين , وهذا بحد ذاته يمكن ان يكون دافعا مهما نحو التطور العلمي .