يعلم ماتعملون - نفحات القرآن جلد 4

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نفحات القرآن - جلد 4

ناصر مکارم شیرازی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

يعلم ماتعملون

بعد ان امر اللّه سبحانه وتعالى عباده في الاية الثانية بادا الامانات الى اهلها والحكم بين الناس بالعدل , وصف نفسه بهاتين الصفتين اللتين لهما علاقة وثيقة ولطيفة بالامرين الواردين في بداية الاية حيث قال تعالى ( ان اللّه يامركم ان تؤدوا الا مانات الى اهلها واذا حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل ان اللّه نعمايعظكم به ان اللّه كـان سميعا بصيرا ).

وكما نعلم فان الامانات الواردة في الاية ذات معنى واسع وعميق , وقدورد في روايات اهل البيت بانها تشمل حتى مسالة امامة وقيادة الناس , فهي امانات الهية ويجب ان تودع عند اهلها ((58)) .

وكـذلك فان تعبيره سبحانه بكلمة (الناس ) يشمل جميع البشر حتى من هم غير مسلمين , اي ينبغي رعاية اسس العدالة بين جميع بني البشر , ومعاملة الصديق والعدو , والغريب والقريب بالتساوي .

للبحث حول مسالتي الامانة والعدالة , اللتين هما روح المجتمع الانساني وروح الحكومة الاسلامية , مـحـل آخـر طـبعا , وسنتاول ذلك فيما بعد الغرض هناهو معرفة علاقة هاتين المسالتين بصفتي ((السميع )) و((البصير)) المنسوبتين الى اللّه تعالى .

وهذه الجملة بالحقيقة هي تحذير لكل من يتولى منصبا رئاسيا , او ياخذعلى عاتقه حمل امانة معينة , او قـضـا وحـكما بين الناس , وهذا التحذير كانه يقول لنا اعلموا بان اللّه تعالى رقيب عليكم يعلم ماتعملون , ويسمع ماتقولون وهذا يثبت بان لصفات اللّه جانبا تربويا بالاضافة الى مسالة العقيدة .

بـالاضـافـة الى انه من المحتمل ان تكون هاتين الصفتين اشارة الى نقطة اخرى , وهي ان مسالة ادا الامـانـة والـحـكم بين الناس تحتاج الى اذن سميعة وعين بصيرة , فلايمكن البت في الامور بدون سماع صوت المظلومين , ومعرفة حقيقة مظالمهم , والتمعن الكامل في هذه الامور ويجدر الالتفات الـى ان فـعل (كان ) يدل على ملازمة هذه الصفات للذات الالهية المقدسة , فهو سبحانه وتعالى سميع بصير دائما وابدا.

ومايجدر ذكره هو تقارن هاتين الصفتين (السميع والبصير) في مواضع اخرى ايضا من القرآن .

والـمـلـفـت للنظر هو تقدم صفة السميع على البصير في كل مواضع القرآن التي وردت فيها هاتان الـصـفتان سوية , ولعل السر في ذلك يكمن في كون القول يسبق العمل , وحيث ان هذه الايات تهدف الـى تنمية الحالات التربوية لانسان ,فهي تريد ان تخاطب الانسان وتقول ((ياايها الانسان ان ربك يسمع اقوالك ثم يرى اعمالك )).

/ 159