معرفة صفات جمال اللّه سبحانه وجلاله - نفحات القرآن جلد 4

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نفحات القرآن - جلد 4

ناصر مکارم شیرازی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

معرفة صفات جمال اللّه سبحانه وجلاله

تمهيد

((البحث عن اللّه )) و((ادراك وجود اللّه )) و((معرفة اللّه )) هناك ثلاث مسائل مختلفة تواجهنا في بحوث معرفة اللّه , الا وهي

فـ (البحث عن اللّه ) يشير الى دوافع معرفة اللّه .

و (ادراك وجود اللّه ) يشير الى مسالة اثبات وجود اللّه .

و (معرفة اللّه ) يبحث صفاته عز وجل .

وكمثال بسيط فانه يمكن تشبيه البشر بالعطاشى الذين يبحثون عن المافي الصحرا , فبعد ان يعثروا على عين الما فانهم يحاولون التعرف على صفات ذلك الما الصافي .

(البحث عن اللّه ) امر فطري تسنده الدلائل العقلية فكما ان العطاشى ينطلقون للبحث عن الما بدافع ذاتـي وآخـر عـقلي نابع من استدلالهم على توقف حياتهم على الما فكذلك الانسان يبحث عن الكمال المطلق الذي هوذات الباري , وذلك لانه ((اي الانسان )) مجبول على عشق الكمال .

وكذلك (ادراك وجود اللّه ) , فانه بسبب دلائله الواضحة , وعلى الاخص الدلائل النابعة من التفكر باسرار الخلق , فليس بالامر العسير او المعقد.

امـا الـعـسير والمعقد فهو (معرفة اللّه ) , لان نفس مخلوقات الطبيعة التي تعد افضل دليل ومرشد للانسان في مسير ادراك وجود اللّه , يمكنها ان تخدعه في سلوكه الى (معرفة اللّه ) , وتجره الى هاوية القياس والتشبيه الخطرة (كماسياتي شرح ذلك فيما بعد).

ينبغي الاشارة الى هذه النقطة ايضا , وهي ان صفاته تعالى كذاته غيرمتناهية حصر واسماؤه التي توضح صفاته لا تعد ولا تحصى ايضا , لان كل اسم من اسمائه عز وجل يدل على احد كمالات ذاته الـمـقـدسـة , فـذاته غير محدودة وكمالاته غير محدودة كذلك ومن البديهي ان الصفات الكمالية والاسما التي تحكي عنها لاحصر لها ايضا , لكن مع ذلك فان قسما من هذه الاسماوالصفات تعد اصولا , وما سواها فهو فرع من تلك الاصول .

فـمـثلا كون اللّه سبحانه وتعالى ((سميعا)) و ((بصيرا)) , فهذا يعد فرعا من علمه عز وجل , لان المقصود هو اطلاعه على المسموعات والمشهودات لاامتلاكه للعين والاذن .

وكـذلك كونه تعالى ((ارحم الراحمين )) و ((اشد المعاقبين )) , فهذه متفرعة من حكمته , وذلك لان الحكمة هي التي تقتضي ان يرسل رحمته في مكان ونقمته في مكان آخر.

/ 159