عـد علما العقائد صفة ((المدرك )) من احدى صفات اللّه , وقد اشارالقرآن الكريم الى هذا المعنى فـي الاية الثالثة بعد المائة من سورة الانعام حيث قال ( لا تدركه الا بصـار وهو يدرك الا بصـار وهو اللطيف الخبير ). قـال الـمـتـكـلـمون بان المدرك بمعنى السميع والبصير , وعليه فهذه الكلمة تجمع كلتا الصفتين ((71)) . وقـد قـال الـراغـب فـي الـمفردات بان ((الادراك )) معناه الوصول الى نهاية الشي ,لكن البعض فسروها بالمشاهدة العينية , والبعض الاخر قالوا انهابمعنى المشاهدة ببصيرة القلب . وفـي الحقيقة فانه لاشي في اللغة يدل على ان معنى الادراك هو الادراك الحسي , بل وكما قلنا فان الادراك مـعـناه الوصول الى نهاية الشي والاحاطة به ,سوا كان حسيا ام عقليا ومايثير العجب اكثر هو انه على الرغم من ان الاية اعلاه قالت وبعبارة صريحة ((لاتدركه الابصار (سوا في الدنيا ام فـى الاخـرة , وسـوافـي ذلـك الـرسـول (ص ) فـي ليلة المعراج ام غيره ) فمع ذلك اصر بعض الـمـفسرين على حمل الاية على خلاف معناها الظاهري , وقالوا بانه يمكن رؤية اللّه في الاخرة على الاقل , وذكروا عدة توجيهات في هذا المجال , وقد ذكر الفخرالرازي اربعة نماذج منها في تـعليقه على هذه الاية ((72)) , جميعها ضعيفة جدا وتبعث على التاسف وتدل على ميل البعض في تحميل القرآن آرائهم الباطلة باي ثمن كان . وسـنـبـحـث هذا الموضوع بتفصيل اكثر في شرح الصفات الالهية السلبية انشا اللّه تعالى وسوف نـلاحـظ عكس ذلك تماما في روايات اهل البيت يث لم تكتف فقط بنفي قدرة الانسان على رؤيته تعالى , بل حتى نفت قدرة العقل البشري على ادراك كنه ذاته المقدسة .