قدرته مندمجة مع حكمته - نفحات القرآن جلد 4

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نفحات القرآن - جلد 4

ناصر مکارم شیرازی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

قدرته مندمجة مع حكمته

الجدير بالذكر ان الصفات التي وصف اللّه تعالى ذاته المقدسة بها في ذيل الايات القرآنية لها علاقة وثيقة وخاصة مع محتوى الاية , بحيث ان التدقيق في هذه المسالة يرشد الى نقاط مهمة , فباخذ هذه المسالة بنظر الاعتبار نتناول تفسير الايات اعلاه .

بعد ان ذكر سبحانه في الاية الاولى قسما من الواجبات الاسلامية حول الامر بالمعروف والنهي عن المنكر , واقامة الصلاة وادا الزكاة وماشاكل ذلك ,وبعد التذكير بشمول رحمته عباده المطيعين , قال عز وجل ( ان اللّه عزيزحكيم ).

((الـعـزيـز)) من ((العزة )) اي عدم المغلوبية , والاصل في استعمالها هو في التعبير عن الاشيا الـصـلبة التي لاينفذ فيها شي , وعليه فان صفتي ((عزيزوحكيم )) هنا تدلان على قدرته وعلمه اللامتناهيان .

والـجدير بالذكر هو ان هاتين الصفتين قد وردتا معا في الكثير من الايات القرآنية , واكثر ماورد ذكـرها في الايات التي تحدثت حول تشريع الاحكام ,وبعث الانبيا , ونزول القرآن (كالايات 129 و 209 و 228 مـن سورة البقرة ,والاية الثانية من سورتي الجاثية والاحقاف ) وذلك للتذكير بان اللّه تـعـالـى قـدفـصـل جـمـيع ما يحتاجه البشر بتشريع القوانين وانزال القرآن بدقة متناهية , لانه علاوة على كونه حكيما وعليما , فهو قادر على هذا العمل ايضا.

وبـتـعبير آخر , ان افضل القوانين يشرعها من هو اعلم واكثر اقتدارا من الجميع , وهو اللّه ولا احد غيره .

والـحـديث في قسم من الايات التي ختمت بصفتي ((عزيز حكيم )) هو عن خلق السما والارض , وتـسبيح الكائنات له تعالى , او تنظيم خلقة الجنين ,وماشاكل ذلك (كالاية (1) من سورة الحديد , والاية (24) من سورة الحشر ,والاية (6) من سورة آل عمران ).

وهو كناية عن كون عالم التشريع لايكون لوحده قائما في ظل علم اللّه تعالى وحكمته , بل ان عالم التكوين كذلك ايضا.

وفي قسم آخر عن افعال اللّه تعالى كالقيام بالقسط , وخلق المسيح (ع ) ,ونصر المؤمنين في القتال , وتاليف قلوب المؤمنين , وختمت بعبارة ((عزيزحكيم )) هي (كالايات 18 ـ آل عمران , و62 , و 126 من سورة آل عمران ,والاية 63 من سورة الانفال ).

وهذه الايات تشير الى ان افعال اللّه تعالى ايضا تتفرع من علمه اللامحدود وقدرته المطلقة .

واحـيـانـا نجد ان بعض الايات تتحدث عن الثواب والجزا وتختتم بـ(العزيز الحكيم ) (المائدة ـ 18) , كـنـايـة عـن كون العطايا الالهية ايضا قائمة على اساس الحكمة والحساب الدقيق , وكذلك اشـارة الـى قـدرة اللّه تـعالى على تنفيذماوعده به عباده المؤمنين من العطايا العظيمة , والى عجز المجرمين عن الفرارمن جزائه تعالى .

واخـيـرا فـقـد يكون تلازم هاتين الصفتين من اجل اضاة بصيص الامل في قلوب المؤمنين وتهدئة خـواطـرهم , ليدركوا بانهم ليسوا لوحدهم ابدا في مواجهة الصعاب والاعدا , كالاية الشريفة ( ومن يتوكل على اللّه فان اللّه عزيزحكيم ) (الانفال ـ 49).

وخـلاصـة الـكـلام فان عزة اللّه تعالى وقدرته لاتبقي مجالا لاي مانع دون تنفيذ ارادته ومشيئته سـبحانه , فهو على كل شي قدير , فله تعالى القدرة على ادارة نظام التكوين ونظام التشريع , وعلى الدفاع عن اوليائه واحبائه سبحانه .

ولـكـونه سبحانه حكيما , فانه خبير بكل اسرار الوجود , وبمصالح الامورومفاسدها , وبحوائج عباده , واتصافه سبحانه وتعالى بهاتين الصفتين هو السرفي تواجد افضل الانظمة في عالم الوجود .

/ 159