الاثار التربوية لمعرفة حكمة اللّه تعالى - نفحات القرآن جلد 4

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نفحات القرآن - جلد 4

ناصر مکارم شیرازی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الاثار التربوية لمعرفة حكمة اللّه تعالى

غـالـبـا مـايـنظر الى صفات اللّه تعالى من بعد ((معرفة اللّه )) , وهذا صحيح في محله طبعا , لكن القرآن الكريم استعمل هنا نقطة ظريفة اخرى وهي استعانته بهذه الصفات لتربية الانسان في الغالب , والـتـي تـجـلت نماذج منها في الايات التي ذكرناها اعلاه , لذا يجب ان نعمل بهذا الكتاب الالهي , ونتخذ من معرفة صفات اللّه تعالى اساسا لتهذيب نفوسنا وتكامل عقولنا.

ان للايمان بحكمة اللّه تعالى انعكاسات وآثار تربوية في نفس الانسان ,وهذه الاثار هي كالتالي

(ا) ـ الايـمـان بـحكمته تعالى يمكنه ان يترك آثارا بليغة في التطورات العلمية للانسان ومعرفته باسرار عالم الوجود , ويزيد في سرعة العلم البشري بالسير الى الامام قدما.

لاننا عندما نعلم ان صانع هذا البنا البديع العظيم معمار ماهر , واودع كل موضع منه اسرار الحكمة , فاننا سوف لا ننظر الى موجودات وحوادث هذاالعالم بنظرة عادية , بل سوف نتعمق في كل ظاهرة كـمـوضـوع مـهـم , بـحـيـث نتوصل الى اكتشاف قانون الجاذبية العام المهم جدا , وقوانين مهمة اخرى بمجرد سقوط تفاحة من شجرة ما.

ولاتـعـجب عند سماعك بان (انشتاين ) كان يعتقد بان العلماوالمكتشفين العظام كانوا جميعا يؤمنون نوعا ما بوجود المبدئ العليم ,وبحكمة الوجود , وهذا الامر هو الذي كان يشجعهم على بذل مساع اكبر.

(ب ) ـ ان الاعـتـقاد بحكمة اللّه تعالى في التشريع والتقنين يهون الصعاب الموجودة في تعاليم تلك الـشرائع , ويلتذ الانسان في تحمل الشدائد في طريق امتثال اوامره سبحانه , لانه يدرك بان جميع هـذه الـبرامج والقوانين صادرة من ذلك الحكيم العظيم فتجويزه سبحانه وتعالى دوا مرا مثلا , انما هـو لـدور ذلك الدوا في شفا الانسان , وتشريعه لتكليف شاق معين , انما هو من اجل سعادة الانسان وتكامله المترتبة عليه .

(ج ) ـ ايـمـان الانـسان بهذه الصفة الالهية يزيد من صبره وتحمله وقدرته ,ومقاومته في مواجهة الـمـصـائب والـحـوادث الـمرة , وذلك لانه يدرك وجودحكمة معينة في كل واحدة منها , وهذا الاحـساس يعينه في التغلب على المشاكل المذهلة , لاننا نعلم بان الشرط الاول للتغلب على المشاكل هو التمتع باالمعنوية العالية , والتي لاتتحقق الا في ظل معرفة حكمة اللّه تعالى .

(د) ـ وكما نعلم ان افضل مقام مرموق يبلغه الانسان هو وصوله الى مقام القرب منه تعالى , ولايتحقق الـقرب منه سبحانه الا بالتخلق باخلاقه تعالى والاقتباس من نور صفاته والايمان بحكمة اللّه تعالى يـدعو الانسان الى سلوك طريق العلم والحكمة والتخلق بالاخلاق الالهية , ولعل هذا هو السر في تـعـبـيـرالقرآن عن الحكمة بعبارة (خيرا كثيرا) حيث قال ( ومن يؤت الحكمة فقد اوتي خيرا كثيرا ) ( البقرة / 269 ).

ورد عن الامام جعفر بن محمد الصادق (ع ) قوله ((الحكمة ضيا المعرفة وميراث التقوى وثمرة الـصـدق ومـاانـعـم اللّه على عبد من عباده نعمة انعم واعظم وارفع واجزل وابهى من الحكمة )) ((77)) .

نـخـتم كلامنا هذا بكلام العلامة المجلسي (ره ) , والذي يوضح البحوث السابقة وخصوصا البحث الاخير.

فـقـد نـقـل العلامة المجلسي (ره ) معنى الحكمة عن العلما بانهم قالوا لحكمة تحقيق العلم واتقان العمل , وقيل مايمنع من الجهل , وقيل هي الاجابة في القول , وقيل هي طاعة اللّه , وقيل هي الـفـقـه فـي الـديـن , وقال ابن دريد كل مايؤدي الى مكرمة , او يمنع من قبيح , وقيل مايتضمن صلاح النشاتين ((78)) .

/ 159