تـحـدثت الاية الخامسة عن المشيئة الالهية وشمولها لكل مخلوق في عالم الوجود (المشيئة الالهية العامة التكوينية ) , قال تعالى ( يخلق اللّه مـا يشـاان اللّه على كل شي قدير ). وردت هذه الجملة في القرآن الكريم بعد ان اشار تعالى الى خلق مختلف انواع الدواب من ما , فمنهم مـن يـمـشي على بطنه , ومنهم من يمشي على رجلين , ومنهم من يمشي على اربع , ونحن نعلم بان تـنـوع الاحـيـا بلغ من الكثرة والتشعب بحيث يتجاوز عدد انواع الحشرات التي درسها العلما عدة ملايين ,وهكذا انواع النباتات بتركيباتها وخصائصها المتفاوتة , فان انواعها بلغت مئات الالاف , مما تدل باجمعها على سعة مفهوم الاية المذكورة اعلاه . والجدير بالذكر ان هنالك انواعا جديدة من الاحيا تكتشف بمرور الزمان لم تكن موجودة سابقا , اي ان ايجاد وخلق الحيوانات والنباتات لايتعطل حتى ولا لحظة واحدة دليلا على ارادة ومشيئة المظهرالمبدي , لان الصانع العديم الارادة يخلق امورا متساوية ومتشابهة , بينما كلماحلت الارادة في موضع اصطحبت معها التنوع ((83)) .