بيده الموت والحياة - نفحات القرآن جلد 4

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نفحات القرآن - جلد 4

ناصر مکارم شیرازی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

بيده الموت والحياة

اما الاية الثالثة , فعلاوة على طرحها مسالة اختصاص تلك السموات والارض بالباري تعالى , ذكرت اسـتـمرار ظاهرتي حياة وموت الموجودات كواحدة من ادلة قدرته سبحانه ( له ملك السمـوات والا رض يحيي ويميت وهوعلى كل شي قديـر ) ( الحديد / 2 ).

ان مـسـالة ايجاد الحياة والموت معقدة وعجيبة الى درجة ان القدرة عليهاتعتبر دليلاعلى اطلاق وعمومية القدرة الالهية .

اجل , هذه هي المسالة التي حارت فيها عقول العلما , وحاروا فى معرفة القوانين المتحكمة بها لعلهم يـتـمـكـنون من خلق خلية حية من الجمادات وبالاستعانة بوسائل معينة , فى الوقت الذي نجد انهم تـوصـلـوا الـى اسـرار مـعـقـدة جدا من قبيل ( غزو الفضا والصناعات العظيمة وصناعة العقول الالكترونية الدقيقة ). اجـل , فـمـن حولنا يوجد مئات الالوف بل الملايين من انواع الكائنات الحية التي يحار البشر الاف السنين فى فهم اسرار تركيب احداها اولا تدل هذه الخلائق العجيبة على ان قدرة الباري مطلقة ؟ تطورات الحياة دليل على قدرته تعالى تـطـرقت الاية الرابعة الى هذه المسالة من طريق آخر , وضمن ذكرهالحالات الانسان المختلفة , وانـتـقـاله من حال الى آخر باذن اللّه تعالى , وذكرهالخلق مختلف المخلوقات , فقد بينت عمومية القدرة والعلم الالهي ( اللّه الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا و شيبة يخلق مـا يشـا وهو العليم القدير ) ( الروم / 54 ).

حـقـا , ان مـلاحـظـة تطورات الجنين ومراحل حياة الانسان المختلفة ومنحنى قدرته التصاعدي والـتنازلي الذي يبدا من نطفة ويصل فى قمة المنحنى الى انسان قوي ومتفكر وذكي ذي قدرة على تـخـيل وانجاز مسائل كثيرة , ثم ينزل حتى يصير موجودا عاجزا حتى اعجز من الطفل احيانا من حيث القدرة الجسمية والفكرية , وملاحظة جميع هذه التحولات السريعة العجيبة , يوحي ويحكي عن قدرته تعالى على كل شي .

لـذا نـجـد ان القرآن الكريم ومن اجل اثبات عمومية العلم الالهي والقدرة الالهية , قد دعا الانسان للتفكر في السموات العلى تارة , وللتفكر فى وجوده الشخصي والتحولات العظيمة التي تلازمه منذ انعقاد النطفة الى حين الموت تارة اخرى .

وتـعـبـيره بعبارة ( خلقكم من ضعف ) بدرجة من المتانة حتى كان الانسان مخلوق من مادتي الضعف والعجز ولـكـن ارجـع الـبـصر وانظر الى حقيقة ذلك الموجود القوي الذي ينشا من هذه النطفة الحقيرة , ويـطوي آفاق السما والارض , ولا يقنع بحد معين من القدرة والتطور العلمي والصناعي , وعندما يطوي المرحلة التنازلية من منحنى القدرة , يعود الى نفس ذلك الضعف البدائي ان كل هذا يدل على قدرة ذلك الخالق الحكيم اللامحدودة .

/ 159