طـرحـت الاية الثامنة مسالة القدرة الالهية بقسم الهي عميق المغزى , قال تعالى ( فلا اقسم برب المشـارق و المغـارب انا لقـادرون ) ( المعارج / 40 ). قـد يـشـكل ذوي الملاحظة السطحية ويقولون كيف يصح اثبات القدرة الالهية بقسمه سبحانه ؟ ويـتـضـح الجواب عن هذا السؤال من محتوى القسم ( رب المشارق والمغارب ) , لان ( المشارق والـمغارب ) اشارة غنية جدا الى خلق العالم العظيم بنظامه الدقيق , ففي كل يوم تشرق الشمس من مـشـرق جـديدوتغرب فى مغرب جديد , واستمرار هذه العملية على مدى ملايين السنين ,وخلق الـشـمـس بـعـظـمتها هذه , وخلق الكرة الارضية بكل اسرارها , والنظام الدقيق الذي يتحكم فى حـركتهما, لخير دليل على شمول القدرة الالهية لكل شي , ومنها تبديل جماعة من الكفار اللجوجين باناس خير منهم . هذا فيما اذا فسرنا القسم الوارد في هذه الاية بانه يتعلق بمشارق ومغارب هذه الارض طبعا , اما اذا فسرناه بمشارق ومغارب الكرات والمنظومات الشمسية الفضائية , لاتضح سعة معناه بصورة افضل . والـنـكـتة اللطيفة فى ان اللّه تعالى يقسم نيابة عنهم برب المشارق والمغارب بانه قادر على تبديل الاقوام بخرين خيرا منهم , هي التنبيه الى ان القادر على اخفا هذه الشمس العظيمة في افق المغرب واظهارها فى اليوم التالي من مشرق جديد , لقادر على تبديل هؤلا القوم بخير منهم .