وبـالـتـالي فقد طرحت الاية العاشرة والاخيرة من بحثنا نفس هذا المعنى بشكل آخر , وبدون ان تـذكر مصطلح القدرة او تنفي العجز عن اللّه تعالى , قال سبحانه ( قل ان الفضل بيد اللّه يؤتيه من يشـا واللّه واسع عليم ) ( آل عمران /73 ). مع ان اكثر المفسرين قالوا بان كلمة ( واسع ) هنا تشير الى سعة الرحمة الالهية , او سعة قدرته , او كرمه وجوده سبحانه , ولكن من المسلم ان تفسيراكهذا يحتاج الى تقدير شي محذوف , في حين ان الحذف والتقدير على خلاف القاعدة ولا يصح بدون قرينة . فظاهر الاية يوحي انها تتحدث عن سعة وجود الباري تعالى , وطبعا ان سعة وجوده تضم كافة هذه المعاني والمفاهيم , من قدرته المطلقه ورحمته الواسعة وكرمه اللامحدود. لذا قال الفخر الرازي في تفسيره لان كونه واسعا يدل على كمال القدرة ,وكونه عليما على كمال العلم , فيصح منه لمكان القدرة ان يتفضل على اي عبدشا باي تفضل شا , ويصح منه لمكان كمال العلم ان لايكون شي من افعاله الا على وجه الحكمة والصواب ((97)) .
نتيجة البحث
يمكن الاستنتاج من مجموع الايات السابقة بان القدرة الالهية لاتعرف اي لون من التحديد والتحجيم , وخلق السموات والارض وانواع الموجودات وخصوصا مسالة الحياة والموت , خير دليل على هذا المفهوم . والـغـايـة مـن تـاكـيد الايات القرآنية على هذه المسالة هي اثبات المعادوالحياة بعد الموت تارة , ولتحذير المغرورين الانانيين تارة اخرى , وكذلك لزرع الاطمئنان فى قلوب الصالحين والمؤمنين ليسالوه حل مشاكلهم ويلتجئوا اليه في امورهم , ويخشونه ولا يخشون احدا غيره .