4 ـ.اللّه الحي القيوم - نفحات القرآن جلد 4

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نفحات القرآن - جلد 4

ناصر مکارم شیرازی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

4 ـ.اللّه الحي القيوم



تمهيد


وصفت الروايات الاسلامية والايات القرآنية الباري بصفتي ( الحي ) و( القيوم ) كرارا , فحياته خالدة وثابتة , وهو قائم بذاته وكل شي قائم به .


ولـكـن مـن الـبديهي ان كلمة الحياة بالنسبة للباري ذات مفهوم يختلف عن المفهوم الذي يصدق علينا والـكـائنات الحية الاخرى , لان حياتنا تعرف عن طريق آثار معينة من قبيل التنفس , دقات القلب , الاحـسـاس والحركة , النمووالتناسيل وما شاكل ذلك , في حين انها جميعا لا معنى لها بالنسبة الى اللّه سبحانه وتعالى .


اذا , علينا ان نبحث عن مفهوم الحياة بالنسبة الى اللّه عز وجل .


ومـن المسلم انها حياة اسمى وارفع من الحياة المادية , وسنتطرق الى شرحها بعد تفسير الايات ان شا اللّه تعالى .


بـعـد هـذا الـتمهيد المختصر نتوجه الى القرآن الكريم ونصغي خاشعين الى الايات التالية باسماع قلوبنا


1 ـ (اللّه لا اله الا هو الحي القيوم ) ( البقرة ـ 255 ).


2 ـ (اللّه لا اله الا هو الحي القيوم ) ( آل عمران ـ 2 ).


3 ـ (وعنت الوجوه للحي القيوم وقد خاب من حمل ظلما) ( طه ـ 111 ).


4 ـ (وتوكل على الحي الذي لا يموت ) ( الفرقان ـ 58 ).


5 ـ (هو الحي لا اله الا هو فادعوه مخلصين له الدين ) ( غافر ـ 65 ).


شرح المفردات

(( حي )) من مادة (( حياة )) , وكما قال صاحب مقاييس اللغة فان هذه المادة بالاصل ذات معنيين , احدهما ( الحياة ) في مقابل الموت , والاخر ( الحيا )في مقابل الوقاحة وعدم الخجل .


ولـكـن بعض محققي اللغة ارجعوها الى اصل واحد , فقالوا ان الحياوالاستحيا ايضا نوع من طلب الحياة والسلامة في مقابل الوقاحة وعدم الخجل والذي يعتبر نوعا من فقدان الحياة والسلامة .


وعـلى اي حال , فكلمة ( الحياة ) ذات معنى واسع , فقد تستعمل بخصوص الارض والنباتات مثل (يحيي الارض بعد موتها) (الروم ـ 19).


وقد تستعمل بخصوص الحيوانات كقول ابراهيم ( (ع ) ) ( رب ارني كيف تحيي الموتى ) (البقرة ـ 260).


او قد تستعمل للانسان , مثل ( وهو الذي احياكم ) ( الحج ـ 66 ).


او بخصوص مطلق الحياة والممات مثل ( يخرج الحي من الميت ) ( الروم ـ 19 ).


او بـخـصوص الحياة المعنوية مثل ( استجيبوا للّه وللرسول اذا دعاكم لمايحييكم ) ( الانفال ـ 24 ).


واحيانا تستعمل بخصوص الحياة الاخروية مثل ( وان الدار الاخرة لهي الحيوان ) ( العنكبوت ـ 64 ).


والاسمى من الجميع استعمالها بخصوص الباري جل وعلا , كما هو في الايات السابقة , وسنرى ان الحياة الحقيقية والازلية والابدية والقائمة والثابتة التي لا يشوبها اي لون من الوان الموت والهلاك هي حياة اللّه عز وجل فقط.


(( قـيـوم )) صـيغة مبالغة من مادة (( قيام )) , والقيام يعني الوقوف , اوالتصميم , والمعنى الثاني يـعود على المعنى الاول , لان الانسان عندما يصمم على فعل معين ينهض للقيام به , لذا فقد استعملت هذه الكلمة بمعنى التصميم .


واعـتـقـد البعض ان كلمة ( قيوم ) تعطي معنى القائم , والحافظ , والمدير ,والمدبر , لانه يؤمن للافراد او بقية الموجودات الاخرى مايقومهم .


وعـنـدما تستعمل هذه الكلمة بخصوص الباري تعالى فانها تعني من يقوم بامر المخلوقات وارزاقهم واعمارهم وحياتهم وموتهم , ويدبر امورهم المختلفة , ويؤمن احتياجاتهم .


وقـد فـسرها البعض بمعنى القائم بالذات ومقوم الموجودات الاخرى ,والذي لا يتفاوت مع المعنى السابق تفاوتا ملحوظا ((113)) .


/ 159