قـيـل احـيانا : ان اصحاب الحجيم يعذبون بعد دخولهم في نار جهنم بمقدار المدة التي قضوها وهم مـشـركـون في هذه الدنيا , ولكن بعد انتها هذه المدة يتحول عذاب جهنم الى نعيم بالنسبة لهم لانه يصبح امرا متناسبا مع طبيعتهم حتى انهم لو دخلوا الجنة شعروا بعدم الارتياح , والسبب في ذلك هو عدم تناسبها مع طبيعتهم . انـهـم يـتـلذذون بما هم فيه من نار وزمهرير ومافيها من لدغ الحيات والعقارب كما يلتذ اهل الجنة بـظلال اشجار الجنة والحور والقصور وطوبى والكوثر ,وفي هذا العالم نرى البلبل يطربه اريج الزهور في حين ان بعض الحشرات القذرة يلتذ وينتشي بروائح القمامة الكريهة ((423)) . هذا الوهم يشكل نقطة مقابلة للوهم السابق ايضا ويتناقض معه , وهو في نفس الوقت لا يتسق مع اي من الايات التي تؤكد خلود العذاب , لاسيما وان بعضهاقد صرحت بانه كلما نضجت جلودهم بدلناهم جـلـودا غـيرها ليذوقوا عذاب ربهم والتهديد بالخلود في النار هو تهديد بالعذاب الدائم , ولو انه تحول الى نعمة خالدة لما كان يتصف بالتهديد. ان مثل هذه التفسيرات بشان الخلود تدل على ان اصحابها لم يجهدواانفسهم بالقيام بدراسة دقيقة او حـتى دراسة اجمالية لتلك الايات القرآنية ولو اننااعدنا قراة تلك الايات لتبين مقدار التناقض بينها وبين هذا الكلام الفارغ القبيح . اضـافة الى ذلك , يجب الالتفات الى ان اعتياد الانسان على الالام له حدود ,فبعض الالام طفيفة يعتاد عـلـيـها الانسان بمرور الزمن لكن لو نقص الما في جسم الانسان مثلا فانه يعاني العطش , ويتعذر عليه عندئذ الاعتياد على ذلك , اي لا يمكنه عدم معاناة العطش مع قلة نسبة الم.