4. ومن جملتها مسالة اللحوم المحللة والمحرمة والقوانين المخزية الفارغة التي كانوا يسنونها لانفسهم كما ذكر ذلك القرآن الكريم ( وقالوا هذه انعام وحرث حجر لايطعمها الا من نشا بزعمهم وانعام حـرمـت ظـهـورهـا ) ((79)) وفـي الاية التي بعدها :( وقالوا ما في بطون هذه الانعام خالصة لذكورنا ومحرم على ازواجنا وان يكن ميتة فهم فيه شركا ) ((80)) . وقـد وعد القرآن اصحاب تلك البدع القبيحة التي ابتدعوها بالخسران كما وردفي ذيل هذه الايات قوله تعالى : ( قد خسر الذين قتلوا اولادهم سفها بغير علم وحرموا ما رزقهم اللّه افترا على اللّه قد ضل وا وماكانوا مهتدين ) ((81)) . حتى انهم قد حرموا بعض السنن الباقية من الانبيا (ع ) واصبحت غير مؤثرة مثل سنة تحريم القتال فـي الاشهر الحرم ( ذي القعدة , ذي الحجة , محرم , رجب )حيث كان ذلك المعتقد عاملا مهما في مـنـعـهـم عـن سفك واراقة دمائهم لكن تلك السنة الخرافية ( النسي ) كانت تبطل تاثيرها فمتى ما ارادوا تـجـاوز حرمة هذه الاشهر الحرم , قالوا لا مانع من جعل شهر آخر مكان هذا الشهر فعاب عليهم القرآن هذا العمل السي بقوله تعالى : ( ان ما النسي زيادة في الكفر ) ((82)) . ان الـحـج وزيارة بيت اللّه الحرام التي كانت من سنن ابراهيم (ع ) ودافعا الى الوحدة والتقرب الى اللّه سـبـحـانـه , قد تلوث بخرافاتهم ولم تصبح سببا وعاملاللابتعاد عن اللّه سبحانه فحسب بل وللتفرقة والتشتت بين الناس , لان التعصب للقومية والشرك وعبادة الاصنام كانت سائدة عليها.