السبع و الارضين السبع ما كان ذلك بين لهواته ( 1 ) إلا كالرملة في المفازة الفضفاضة .
فقال الله تعالى [ لهم ] : يا عبادي احملوا عرشي هذا ، فتعاطوه فلم يطيقوا (2 ) حمله و لا تحريكه .
فخلق الله تعالى مع كل واحد منهم واحدا ، فلم يقدروا أن يزعزعوه فخلق الله مع كل واحد منهم عشرة ، فلم يقدروا أن يحركوه فخلق [ الله تعالى ] بعدد كل واحد منهم ، مثل جماعتهم فلم يقدروا أن يحركوه .
فقال الله عز و جل لجميعهم : خلوه علي أمسكه 3 ) بقدرتي .
فخلوه ، فأمسكه الله عز و جل بقدرته .
ثم قال لثمانية منهم : احملوه أنتم .
فقالوا : [ يا ] ربنا لم نطقه نحن و هذا الخلق الكثير و ألجم الغفير ، فكيف نطيقه الآن دونهم ؟ فقال الله عز و جل : إني ( 4 ) أنا الله المقرب للبعيد ، و المذلل للعنيد ( 5 ) و المخفف للشديد ، و المسهل للعسير ، أفعل ما أشاء و أحكم [ ب ] ما أريد ، أعلمكم كلمات تقولونها يخفف بها عليكم .
قالوا : و ما هي يا ربنا ؟ قال : تقولون : ( بسم الله الرحمن الرحيم و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم وصلى الله على محمد و آله الطيبين ) .
فقالوها ، فحملوه و خف على كواهلهم كشعرة نابتة على كاهل رجل جلد ( 6 ) قوي .
فقال الله عز و جل لسائر تلك الاملاك : خلوا على ( 7 ) [ كواهل ] هؤلاء الثمانية عرشي
1 ) " لهاته " ب ، س ، ط . قال الجزري في النهاية : 4 / 384 : و فى حديث الشاة المسمومة " فما زلت أعرفها في لهوات رسول الله صلى الله عليه و آله " جمع لهاة ، و هي اللحمات في سقف أقصى الفم . 2 ) " يستطيعوا " ب ، س ، ط . 3 ) " حتى أمسكه " ط . 4 ) " لانى " المصادر . 4 ) " للعبد " أ . " للعبيد " البحار . 6 ) من الجلادة و الصلابة . 7 ) " عن " التأويل ، خطى الامر و تخلي منه و عنه : تركه . يقال : خلا و أخلى و قيل : يخلو : يعتمد .