تفسیر المنسوب إلی الامام أبی محمد الحسن بن علی العسکری علیه السلام

محقق: م‍درس‍ه‌ الام‍ام‌ ال‍م‍ه‍دی‌ ع‍ل‍ی‍ه‍م ‌ال‍س‍لام‌

نسخه متنی -صفحه : 679/ 158
نمايش فراداده

و أجلها ، و أطوعها و أخشعها و أخضعها ، أذن لابواب السماء ففتحت ، و محمد صلى الله عليه و آله ينظر إليها ، و أذن للملائكة فنزلوا و محمد صلى الله عليه و آله ينظر إليهم ، و أمر بالرحمة فانزلت ( 1 ) عليه من لدن ساق العرش إلى رأس محمد و غمرته ، و نظر إلى جبرئيل الروح الامين المطوق بالنور ، طاووس الملائكة هبط إليه ، و أخذ بضبعه (2 ) و هزه و قال : يا محمد اقرأ .

قال : و ما أقرأ ؟ قال : يا محمد ( اقرأ بإسم ربك الذي خلق خلق الانسان من علق - إلى قوله - ما لم يعلم ) ( 3 ) ثم أوحى [ إليه ] ما أوحى إليه ربه عز و جل ، ثم صعد إلى العلو ، و نزل محمد صلى الله عليه و آله من ( 4 ) الجبل و قد غشيه من تعظيم جلال الله ، و ورد عليه من كبير ( 5 ) شأنه ما ركبه به ( 6 ) الحمى و النافض .

يقول و قد اشتد عليه ما يخافه من تكذيب قريش في خبره ، و نسبتهم إياه إلى الجنون ، [ و أنه ] يعتريه شيطان ( 7 ) و كان من أول أمره أعقل خليقة ( 8 ) الله ، و أكرم براياه و أبغض الاشياء إليه الشيطان و أفعال المجانين و أقوالهم .

فأراد الله عز و جل أن يشرح صدره ، و يشجع قلبه ، فأنطق الجبال و الصخور و المدر ، و كلما وصل إلى شيء منها ناداه : [ السلام عليك يا محمد ] السلام عليك يا ولي الله ، السلام عليك يا رسول الله ، السلام عليك يا حبيب الله ، أبشر فان الله عز و جل قد فضلك و جملك و زينك و أكرمك فوق الخلائق أجمعين من الاولين و الآخرين لا يحزنك قول ( 9 ) قريش : إنك مجنون ، و عن الدين مفتون ، فان الفاضل من فضله

1 - " فنزلت " أ .

2 ) " بضبعيه " ب ، س ، ص ، ط .

و الضبع : وسط العضد أو الابط .

3 ) العلق : 1 - 5 .

4 ) " عن " الاصل .

5 ) " كبرياء " ب ، س ، ص ، ط .

6 ) " له من " ب ، ط .

7 ) " الشياطين " أ .

8 ) " خلق " البحار و الحلية .

و الخليقة : ما خلقه الله .

9 ) " أن يقول " أ ، س .