تفسیر المنسوب إلی الامام أبی محمد الحسن بن علی العسکری علیه السلام

محقق: م‍درس‍ه‌ الام‍ام‌ ال‍م‍ه‍دی‌ ع‍ل‍ی‍ه‍م ‌ال‍س‍لام‌

نسخه متنی -صفحه : 679/ 538
نمايش فراداده

قال لهم : أ قلتم أن العالم قديم ليس بمحدث و أنتم عارفون بمعنى ما أقررتم به ، و بمعنى ما جحدتموه ؟ قالوا : نعم .

قال رسول الله صلى الله عليه و آله : فهذا الذي نشاهده من الاشياء بعضها إلى بعض مفتخر ، لانه لا قوام للبعض الا بما يتصل به ، ألا ترى أن البناء محتاجا بعض أجزائه إلى بعض و الا لم يتسق ، و لم يستحكم ، و كذلك سائر ما ترون .

و قال صلى الله عليه و آله : فإذا كان هذا المحتاج - بعضه إلى بعض لقوته ( 1 ) و تمامه - هو القديم ، فأخبروني أن لو كان محدثا كيف كان يكون ؟ و ما ذا كانت تكون صفته ؟ قال : فبهتوا [ و تحيروا ] و علموا أنهم لا يجدون للمحدث صفة يصفونه بها الا و هي موجودة في هذا الذي زعموا أنه قديم ، فوجموا (2 ) و قالوا : سننظر في أمرنا .

ثم أقبل رسول الله صلى الله عليه و آله على الثنوية - الذين قالوا : النور و الظلمة هما المدبران - فقال : و أنتم فما الذي دعاكم إلى ما قلتموه من هذا ؟ فقالوا : لانا وجدنا العالم صنفين : خيرا و شرا ، و وجدنا الخير ضد الشر ، فأنكرنا أن يكون فاعل [ واحد ] يفعل الشيء و ضده ، بل لكل واحد منهما فاعل ، ألا ترى أن الثلج محال أن يسخن كما أن النار محال أن تبرد ، فأثبتنا لذلك صانعين قديمين : ظلمة و نورا .

فقال لهم رسول الله صلى الله عليه و آله : أ فلستم قد وجدتم سوادا و بياضا ، و حمرة و صفرة ، و خضرة و زرقة ؟ و كل واحدة ضد لسائرها لاستحالة اجتماع اثنين منهما في محل واحد ، كما كان الحر و البرد ضدين لاستحالة اجتماعهما في محل واحد ؟ قالوا : نعم .

قال : فهلا أثبتم بعدد كل لون صانعا قديما ليكون فاعل كل ضد من هذه الالوان فاعل الضد الاخر ؟ ! قال : فسكتوا .

1 ) " لقوامه " أ ، س ، ط .

2 ) أى سكتوا و عجزوا . " فرجعوا " البرهان .