تفسیر المنسوب إلی الامام أبی محمد الحسن بن علی العسکری علیه السلام

محقق: م‍درس‍ه‌ الام‍ام‌ ال‍م‍ه‍دی‌ ع‍ل‍ی‍ه‍م ‌ال‍س‍لام‌

نسخه متنی -صفحه : 679/ 658
نمايش فراداده

و ساعاته ، و أيامه و ليالي الجمع و ساعاتها و أيامها ، فيسعد بذلك سعادة الابد و من عمل سوءا شهدت عليه جوارحه ، و بقاعه ، و شهوره ، و أعوامه ، و ساعاته [ و أيامه ] و ليالي الجمع و ساعاتها و أيامها ، فيشقى بذلك شقاء الابد .

ألا فاعملوا [ اليوم ] ليوم القيامة ، و أعدوا الزاد ليوم الجمع يوم التناد ، و تجنبوا المعاصي ، فبتقوى الله يرجى الخلاص ، فان من عرف حرمة رجب و شعبان ، و وصلهما بشهر رمضان شهر الله الاعظم ، شهدت له هذه الشهور يوم القيامة ، و كان رجب و شعبان و شهر رمضان شهوده بتعظيمه لها .

و ينادى مناد : يا رجب و يا شعبان و يا شهر رمضان كيف عمل هذا العبد فيكم ؟ و كيف كانت طاعته لله عز و جل ( 1 ) ؟ فيقول رجب و شعبان و شهر رمضان : يا ربنا ما تزود منا إلا استعانة على طاعتك ، و استمدادا [ لمواد ] فضلك ، و لقد تعرض بجهده (2 ) لرضاك ، و طلب بطاقته محبتك .

فيقول للملائكة الموكلين بهذه الشهور : ماذا تقولون في هذه الشهادة لهذا العبد ؟ فيقولون : يا ربنا صدق رجب و شعبان و شهر رمضان ، ما عرفناه إلا متقبلا ( 3 ) في طاعتك مجتهدا في طلب رضاك ، صائرا فيه إلى البر و الاحسان ، و لقد كان بوصوله إلى هذه الشهور فرحا مبتهجا و أمل فيها رحمتك ، و رجلي فيها عفوك و مغفرتك ، و كان عما منعته فيها ممتنعا ، و إلى ما ندبته إليه فيها مسرعا ، لقد صام ببطنه ، و فرجه ، و سمعه ، و بصره ، و سائر جوارحه [ و يرجو درجة ] و لقد ظلمأ في نهارها ، و نصب في ليلها ، و كثرت نفقاته فيها على الفقراء و المساكين ، و عظمت أياديه و إحسانه إلى عبادك ، صحبها أكرم صحبة ، و ودعها أحسن توديع ، أقام بعد انسلاخها عنه على طاعتك ، و لم يهتك عند إدبارها ستور حرماتك ، فنعم العبد هذا .

1 ) " كان في طاعة الله " أ ، س .

2 ) " بحمده " أ .

3 ) تقبل العمل التزمه . " متقلبا " البحار .