بن محمد قال : أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمد بن الحسين بن الوليد ( ره ) قال : حدثني أبي قال : حدثني محمد بن الحسن الصفار ، عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن عبد الله بن الوليد قال : دخلنا على أبي عبد الله عليه السلام في زمن بني مروان ( فقال : ممن ) ( 1 ) أنتم ؟ قلنا : من أهل الكوفة .
قال : مأمن البلدان أكثر محبا لنا من أهل الكوفة ، لا سيما هذه العصابة ، إن الله هداكم لامر جهله الناس فأجبتمونا و أبغضنا الناس ، و تابعتمونا و خالفنا الناس ، و صدقتمونا و كذبنا الناس ، فأحياكم الله محيانا ، و أماتكم مماتنا ، و أشهد على أبي أنه كان يقول : ما بين أحدكم و بين ما تقر عينه ، أو يغتبط إلا أن تبلغ به نفسه - هكذا ( 2 ) و أهوى بيده إلى حلقه - ، و قد قال الله عز و جل في كتابه : ( و لقد أرسلنا رسلا من قبلك و جعلنا لهم أزواجا و ذرية ) فنحن ذرية رسول الله صلى الله عليه و آله ( 3 ) .
و قد تقدم ذكر الذرية الطيبة في حديث التفاحة
[ ص 236 ]
.
قوله تعالى : و يقول الذين كفروا لست مرسلا قل كفى بالله شهيدا بيني و بينكم و من عنده علم الكتب
[ 43 ]
19 - تأويله : ما رواه ( 4 ) الشيخ محمد بن يعقوب ( ره ) عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن محمد بن أبي عمير ، عن ابن اذينة ، عن بريد بن معاوية العجلي ، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله عز و جل ( و من عنده علم الكتاب ) .
هامش ص 238 .
1 ) في نسخة ( م ) قال : فمن أنتم ، و فى نسخة ( ج ) قال : قال : ممن أنتم ، و فى البحار : فسألنا من أنتم .
2 ) في نسخة ( ج ) هاهنا .
3 ) أمالى الطوسى : 1 / 143 و عنه البحار : 27 / 165 ح 22 وج 68 / 20 ح 34 وج 100 / 393 ح 24 و البرهان : 2 / 297 ح 2 و فى البحار : 60 / 222 ح 53 و رواه في الكافى : 8 / 81 ح 38 و تفسير فرات : 76 .
4 - في نسختى ( ب ، م ) ذكره .
قال : إيانا عني ، و علي أولنا و خيرنا و أفضلنا بعد النبي صلى الله عليه و آله ( 1 ) .
20 - و روى أيضا : عن رجاله باسناده إلى جابر قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : ما ادعى أحد من الناس أنه جمع القرآن كله كما أنزل إلا كذاب ، و ما جمعه و حفظه كما أنزل الله إلا علي بن أبي طالب و الائمة من بعده صلى الله عليه و آله ( 2 ) .
21 - و روى أيضا : عن محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن محمد ابن عيسى ، عن أبي عبد الله المؤمن ، عن عبد الاعلى مولى آل سام قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : و الله إني لاعلم كتاب الله من أوله إلى آخره كأنه في كفي ، فيه خبر السماء و خبر الارض ، ما كان و ما هو كائن ، قال الله عز و جل فيه ( تبيانا لكل شيء ) ( 3 ) .
22 - و روى أيضا : عن محمد بن يحيى ، عن رجاله باسناده يرفعه إلى عبد الرحمن بن كثير ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال ( قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك ) قال : ففرج أبو عبد الله عليه السلام بين أصابعه فوضعها على صدره ، ثم قال : و عندنا و الله علم الكتاب كله ( 4 ) .
23 - و قال صاحب الاحتجاج : روى محمد بن أبي عمير ، عن عبد الله بن الوليد السمان قال : قال لي أبو عبد الله عليه السلام : ما يقول الناس في اولي العزم و صاحبكم يعني أمير المؤمنين عليه السلام - ؟ قال : قلت : ما يقدمون على اولي العزم أحدا ، فقال : إن الله تبارك و تعالى قال : عن موسى ( و كتبا له في الالواح من كل شيء موعظة ) ( 5 ) و لم يقل هامش ص 239 .
1 ) الكافى : 1 / 229 ح 6 و عنه الوسائل : 18 / 134 ح 15 و البرهان : 2 / 302 ح 1 .
2 ) الكافى : 1 / 228 ح 1 و عنه نور الثقلين : 5 / 464 ح 17 و رواه الصفار في البصائر : 193 ح 2 و عنه البحار : 93 / 88 ح 27 و البرهان : 1 / 15 ح 2 .
3 ) الكافى : 1 / 299 ح 4 و عنه نور الثقلين : 3 / 76 ح 5 و أخرجه في البحار : 92 / 89 ح 32 و البرهان : 1 / 15 ح 4 و الاية في سورة النحل : 89 .
4 ) الكافى : 1 / 229 ح 5 و رواه الصفار في البصائر : 212 ح 2 و عنه البحار : 26 / 170 ح 37 و البرهان : 3 / 204 ح 8 و الوسائل : 18 / 133 ح 14 و الاية في النحل : 40 .
5 ) سورة الاعراف : 145 .
كل شيء و قال : عن عيسى ( و لا بين لكم بعض الذي تختلفون فيه ) ( 1 ) و لم يقل كل الذي تختلفون فيه ، و قال : عن صاحبكم ( كفى بالله شهيدا بيني و بينكم و من عنده علم الكتاب ) و قال عز و جل ( و لا رطب و لا يابس إلا في كتاب مبين ) ( 2 ) و علم هذا الكتاب عنده ( 3 ) .
24 - و روى الشيخ المفيد ( ره ) عن رجاله مسندا إلى سلمان الفارسي ( رض ) قال : قال لي أمير المؤمنين عليه السلام : ( يا سلمان ) ( 4 ) الويل كل الويل لمن لا يعرف لنا حق معرفتنا و أنكر فضلنا ، يا سلمان أيما أفضل محمد صلى الله عليه و آله أو سليمان بن داود عليه السلام ؟ قال سلمان : فقلت : بل محمد صلى الله عليه و آله .
فقال : يا سلمان هذا آصف بن برخيا قدر أن يحمل عرش بلقيس من سبأ إلى فارس في طرفة عين و عنده علم من الكتاب و لا أقدر أنا ؟ و عندي علم ألف كتاب : أنزل الله منها على شيث بن آدم خمسين صحيفة ، و على إدريس النبي ثلاثين صحيفة ، و على إبراهيم الخليل عشرين صحيفة ، و علم التوراة و علم الانجيل و الزبور و الفرقان .
قلت : صدقت يا سيدي .
فقال : إعلم يا سلمان إن الشاك في أمورنا و علومنا كالممتري ( 5 ) في معرفتنا و حقوقنا و قد فرض الله تعالى ولايتنا في كتابه في موضع ، و بين فيه ما وجب العمل به و هو مكشوف ( 6 ) .
و اعلم أنه قد جاء في هذا التأويل دليل واضح و برهان مبين في تفضيل أمير المؤمنين على اولي العزم من النبيين صلوات الله عليهم أجمعين ، و إنما فضل هامش ص 240 .
1 ) سورة الزخرف : 63 .
2 ) سورة الانعام : 59 .
3 ) الاحتجاج : 2 / 139 و عنه البحار : 35 / 429 ح 3 و نور الثقلين : 2 / 68 ح 256 و البرهان : 2 / 304 ح 19 .
4 ) ليس في نسخة ( ج ) .
5 ) في نسخة ( ج ) كاممترين ، و فى البحار : كالمستهزئ .
6 ) عنه البحار : 26 / 221 ح 47 و عن إرشاد الديلمي : 2 / 416 عن المفيد .
عليهم بالعلم لقوله تعالى ( قل هل يستوي الذين يعلمون و الذين لا يعلمون ) ( 1 ) و لقوله تعالى ( قل كفى بالله شهيدا بيني و بينكم ) أي حاضرا عالما يعلم أني مرسل من عنده ، ثم عطف على نفسه سبحانه فقال ( و من عنده علم الكتاب ) أي و كفى به مع الله بيني و بينكم شهيدا ، لعلمه بالكتاب و لم يجعل معه في الكفاية غيره .
و قال في موضع : ( مثل قوله ) ( 2 ) ( قل كفى بالله بيني و بينكم شهيدا ) ( 3 ) .
و قوله ( و كفى بالله شهيدا ) ( 4 ) و جاء مثل هذا التخصيص قوله تعالى ( يا أيها النبي حسبك الله و من اتبعك من المؤمنين ) ( 5 ) و هو المعني بالمؤمنين ( 6 ) .
و هذه فضيلة لم ينلها أحد أمير المؤمنين صلوات الله عليه و على النبي و على ذريتهما الطيبين صلاة باقية إلى يوم الدين .
( 14 ) ( سورة إبراهيم ) ( و ما فيها من الايات في الائمة الهداة ) منها : قوله تعالى : و ذكرهم بأيام الله - ما ذكره علي بن إبراهيم ( ره ) في تفسيره أنه : روي في الحديث أن أيام الله ثلاثة : يوم القائم عليهم السلام و يوم الموت ، و يوم القيامة ( 7 ) .
قوله تعالى : ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أ ؟ ملها ثابت و فرعها في السماء
[ 24 ]
تؤتى أكلها كل حين بإذن ربها هامش ص 241 .
1 ) سورة الزمر : 9 .
2 ) ليس في نسخة ( ج ) .
3 ) سورة العنكبوت : 52 .
4 ) سورة النساء : 79 ، 166 .
5 ) سورة الانفال : 64 .
6 ) في نسخة ( ج ) بأمير المؤمنين .
7 ) تفسير القمي : 344 و عنه البحار : 13 / 12 ح 19 وج 51 / 45 ح 2 و البرهان : 2 / 306 ح 7 .
2 - تأويله : ما ذكره علي بن إبراهيم ( ره ) في تفسيره قال : روي عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال ( شجرة طيبة أصلها ثابت و فرعها في السماء ) فالشجرة رسول الله و نسبه ثابت في هاشم ، و فرع الشجرة علي بن أبي طالب عليه السلام و غصن ( 1 ) الشجرة فاطمة ، و ثمرتها الحسن ، و الحسين ، و الائمة من ولد علي و فاطمة عليهم السلام ( و علم الائمة من أولادهم أغصانها ) ( 2 ) و شيعتهم ورقها ، و إن المؤمن من شيعتنا ليموت فتسقط من تلك الشجرة ورقة ، و إن ( المولود ) ( 3 ) المؤمن ليولد ( للمؤمن منهم ) ( 4 ) فتورق الشجرة ورقة .
قلت : أ رأيت قوله تعالى ( تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ) ؟ قال : علمها .
و هو ما تفتي ( 5 ) به الائمة شيعتهم في كل حج و عمرة من الحلال و الحرام .
و ضرب الله لآل محمد صلى الله عليه و آله هذا مثلا أنهم في الناس على هذا القياس ، ثم ضرب لاعدائهم ضده ، فقال ( و مثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الارض مالها من قرار ) ( 6 ) .
معنى ( اجتثت ) أي اقتلعت و اقتطعت ( مالها من قرار ) ، أي ثبات في الارض .
قاله قوله تعالى : يثبت الله الذين ءامنوا بالقول الثابت في الحيوة الدنيا قال : عند الموت و في الآخرة قال : و في القبر عندما يسئل عن ربه و عن نبيه و عن إمامه ( 7 ) .
3 - و روى الشيخ محمد بن يعقوب ( ره ) باسناده عن رجاله ، عن سويد بن هامش ص 242 .
1 ) في نسخة ( ج ) و عنصر .
2 ) ليس في تفسير القمي .
3 ) ليس في نسخة ( ج ) و تفسير القمي .
4 ) ليس في نسخة ( ج ) .
5 ) في نسخة ( ب ) يفتون .
6 ) تفسير القمي : 345 مسندا و عنه البحار : 9 / 217 ح 97 و البرهان : 2 / 311 ح 7 و فى ج 24 / 138 عنه و عن بصائر الدرجات : 59 ح 3 .
7 ) تفسير القمي : 346 مسندا عن أمير المؤمنين عليه السلام مفصلا .
غفلة ، عن أمير المؤمنين عليه السلام ( أنه ) ( 1 ) قال : إن ابن آدم إذا كان في آخر يوم من أيام الدنيا و أول يوم من أيام الآخرة مثل له ماله و ولده و عمله ، فيلتفت إلى ماله فيقول : و الله إني كنت عليك حريصا شحيحا فمالي عندك ؟ فيقول : خذ مني كفنك .
قال : فيلتفت إلى ولده فيقول : و الله إني كنت لكم محبا واني كنت عليكم محاميا فمالي عندكم ؟ فيقولون : نؤديك إلى حفرتك ، نواريك فيها .
قال : فيلتفت إلى عمله ، فيقول : و الله إني كنت فيك لزاهدا و إن كنت علي ثقيلا فما لي عندك ؟ فيقول : أنا قرينك في قبرك و يوم نشرك حتى اعرض أنا و أنت على ربك .
قال : فإن كان لله وليا أتاه أطيب الناس ريحا و أحسنهم منظرا و أحسنهم رياشا و قال : أبشر بروح و ريحان وجنة نعيم و مقدمك خير مقدم ، فيقول له : من أنت ؟ فيقول : أنا عملك الصالح أرتحل من الدنيا إلى الجنة و إنه ليعرف غاسله و يناشد حامله أن يعجله .
فإذا ادخل قبره أتاه ملكا
[ ن و هما فتانا ]
( 2 ) القبر يجران أشعارهما و يخد ان الارض بأقدامهما ( 3 ) ، أصواتهما كالرعد القاصف و ابصارهما كالبرق الخاطف .
فيقولان له : من ربك ؟ و ما دينك ؟ و من نبيك ؟ ( و من إمامك ) ؟ ( 4 ) فيقول : الله ربي و ديني الاسلام و نبيي محمد صلى الله عليه و آله و إمامي علي عليه السلام .
فيقولان له : ثبتك الله فيما تحب و ترضى ، و هو قوله سبحانه ( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحيوة الدنيا و في الآخرة ) .
ثم يفسحان له في قبره مد بصره ، ثم يفتحان له بابا إلى الجنة ، ثم يقولان له : نم قرير العين ، نوم الشاب الناعم ، فإن الله سبحانه يقول ( أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا و أحسن مقيلا ) قال : و إذا كان لله عدوا فانه يأتيه أقبح خلق الله هامش ص 243 .
1 ) ليس في نسخة ( ج ) .
2 ) من نسخة ( ب ) .
3 ) في الاصل : بأنيابهما .
4 ) ليس في الكافى .
زياد ( 1 )
[ و رؤيا ]
و أنتنه ريحا فيقول له : أبشر بنزل من حميم و تصلية جحيم ، و إنه ليعرف غاسله و يناشد حملته أن يحبسوه فإذا ادخل قبره أتاه ملكا ( 2 ) القبر فألقيا عنه أكفانه ، ثم يقولان له : من ربك ؟ و ما دينك ؟ و من نبيك ؟ و من إمامك ؟ فيقول : لا أدري .
فيقولان ( لا ) ( 3 ) دريت و لاهديت ، فيضربان يافوخه بمرزبة معهما ضربة ما خلق الله عز و جل من دابة إلا
[ و ]
تذعر لها ماخلا الثقلين .
ثم يفتحان له بابا إلى النار ، ثم يقولان له : نم بشر ( 4 ) حال فيه من الضيق مثل ما فيه من القناة ( 5 ) من الزج ( 6 ) حتى أن دماغه ليخرج من بين ظفره و لحمه و يسلط الله عليه حيات الارض و عقاربها و هو أمها فتنهشه حتى يبعثه الله من قبره و إنه ليتمنى قيام الساعة مما هو فيه من الشر ( 7 ) .
نعوذ بالله من عذاب القبر .
قوله تعالى : ألم تر إلى الذين بدلوا نعمت الله كفروا و أحلوا قومهم دار البوار
[ 28 ]
جهنم يصلونها و بئس القرار
[ 29 ]
4 - تأويله : ما ذكره علي بن إبراهيم ( ره ) في تفسيره : عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عمر بن اذينه ، عن زيد الشحام ، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز و جل ( ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا و أحلوا قومهم دار البوار ) .
قال : نزلت في الافجرين من قريش : بني أمية ، و بني المغيرة : هامش ص 244 .
1 ) في تفسير القمي و نسخة ( م ) : ريشا .
2 ) في الكافى : ( ممتحنا ) بدل ( ملكا ) .
3 ) ليس في نسخة ( ح ) .
4 ) في نسختى ( ج ، م ) بسوء حال .
5 ) في الكافى : القنا : و هو الرمح .
6 ) الزج : الحديدة التي تركب في أسفل الرمح .
7 ) الكافى : 3 / 231 ح 1 و عنه الوسائل : 11 / 385 ح 1 و البرهان : 2 / 313 ح 4 و في البحار : 6 / 224 - 226 ح 26 ، 27 ، 28 عنه و عن تفسير القمي : 346 و أمالي الطوسى : 1 / 357 و تفسير العياشي : 2 / 227 ح 20 .