قواعد الحدیث

محی الدین موسوی الغریفی

نسخه متنی -صفحه : 225/ 107
نمايش فراداده

حول الاطمئنان

فسر الاطمئنان في اللغة بالسكون، فيقال: اطمأن الرجل الى كذا أي سكن اليه. وزاد في (أقرب الموارد) «وآمن له». وفسر الوثوق بالايتمان. فقال: وثق به. أي ائتمنه.

وعليه فالوثوق، والاطمئنان يشتركان في سكون النفس، وركونها للشيء، ولذا قال الزمخشري: «اطمأن اليه سكن اليه، ووثق به»(1) وقال صاحب (أقرب الموارد) في وثق: «رأيته متعدياً بالى في عبارة واردة في (التاج) هذا نصها: من العلماء الموثوق اليهم، كأنه على معنى اطمأن اليهم».

فوثق يتعدى بالباء. فيقال: وثق به. واطمأن يتعدى بالى. فيقال اطمأن اليه. وتعديته بالباء في الألسن لتضمنه معنى وثق المتعدي بها، كما في تعدية وثق بالى لتضمنه معنى اطمأن المتعدي بها.

والاطمئنان حجة ببناء العقلاء الذي لم يردع عنه الشرع، لأن احتمال الخلاف فيه موهون جداً لا يلتفت اليه إلا بعد التأمل، ولأجله عّبر عن الاطمئنان بالعلم العادي. وحجيته مشهورة لدى الفقهاء.

_____________________________

(1) أساس البلاغة، مادة طمن