قواعد الحدیث

محی الدین موسوی الغریفی

نسخه متنی -صفحه : 225/ 146
نمايش فراداده

حول وثاقة مشايخ الاجازة

ولأجل قلة التوثيقات اضطروا الى القول: بأن مشايخ الاجازة أجمع لا يحتاجون الى توثيق، حيث لم ينص على توثيق كثير منهم، فجعلوا الشيخوخة كافية في اعتبار الحديث. وصرح الوحيد البهبهاني: بأن المتعارف عد شيخوخة الاجازة من أسباب الحسن، ونقل عن ظاهر المجلسي الأول والميرزا محمد الاسترابادي دلالتها على الوثاقة، وأن المحقق البحراني قال: مشايخ الاجازة في أعلى درجات الوثاقة والجلالة(1).

ويرجع ذلك الى وجه اعتباري، وهو أن الشيخ لا يركن اليه في الاجازة إلا اذا كان ثقة، أو حسن الظاهر ممدوحاً، فيحصل من وصفه بالشيخوخة وثوق باعتباره، ولذا قال المحقق الهمداني: «ولا شبهة في أن قول بعض المزكّين: بأن فلاناً ثقة. أو غير ذلك من الألفاظ التي اكتفوا بها في تعديل الرواة لا يؤثر في الوثوق أزيد مما يحصل من إخبارهم بكونه من مشايخ الاجازة الخ»(2).

لكن خالف في ذلك جماعة فلم يعتبروها، إلا إذا وثق الثقة مشايخه إجمالاً فيقبل. كما فعله النجاشي، وهو بمنزلة التوثيق التفصيلي، أو وصف الشيخ بما أوجب مدحه فيكون حسناً.

وبهذا أورد الفيض الكاشاني على تنويع الحديث قائلاً: «فان كثيراً من الرواة المعتنين بشأنهم الذين هم مشايخ لمشايخنا المشاهير الذين يكثرون الرواية عنهم ليسوا بمذكورين في كتب الجرح والتعديل بمدح ولا قدح،

_____________________________

(1) تعليقة منهج المقال ص 9.

(2) مصباح الفقيه - الصلاة ص 12.