تفسیر نور الثقلین

عبد علی بن جمعة العروسی حویزی؛ مصحح: الحاج السید ه‍اش‍م‌ ال‍رس‍ول‍ی‌ ال‍م‍ح‍لات‍ی‌

جلد 1 -صفحه : 787/ 342
نمايش فراداده

لقد كان كذلك و محمد صلى الله عليه و آله اعطى ما هو افضل ابرأ ذا العاهة من عاهته بينما هو جالس عليه السلام اذ سأل عن رجل من اصحابه فقالوا يا رسول الله انه قد صار في البلاء كهيئة الفرخ لا ريش عليه ، فأتاه عليه السلام فإذا هو كهيئة الفرخ من شدة البلاء ، فقال له قد كنت تدعو في صحتك دعاء ؟ قال نعم كنت أقول يا رب ايما عقوبة أنت معاقبى بها في الاخرة فعجلها لي في الدنيا ، فقال له النبي صلى الله عليه و آله الا قلت ( أللهم آتنا في الدنيا حسنة و فى الاخرة حسنة و قنا عذاب النار ) فقالها فكانما نشط ( 1 ) من عقال و قام صحيحا و خرج معنا ، و لقد اتاه رجل من جهينة اجذم ينقطع من الجذم ، فشكى اليه صلى الله عليه و آله فاخذ قدحا من ماء فتفل فيه ، ثم قال امسح به جسدك ففعل ، فبرأ حتى لم يوجد فيه شيء ، و لقد اتى أعرابي أبرص فتفل ] من [ فيه ] عليه [ فما قام من عنده الا صحيحا ، و لئن زعمت ان عيسى عليه السلام ابرأ ذا العاهات من عاهاتهم ، فان محمدا صلى الله عليه و آله بينما هو في بعض اصحابه إذا هو بإمرأة فقالت : يا رسول الله ابنى قد اشرف على حياض الموت ( 2 ) كلما اتيته بطعام وقع عليه التثاؤب ، فقام النبي صلى الله عليه و آله و قمنا معه ، فلما اتيناه قال له جانب يا عدو الله ولي الله فأنا رسول الله صلى الله عليه و آله فجانبه الشيطان فقام صحيحا و هو معنا في عسكرنا ، و لئن زعمت ان عيسى ابرء العميان فان محمد صلى الله عليه و آله قد فعل ما هو أكثر من ذلك ، ان قتادة بن ربعي كان رجلا صحيحا فلما ان كان يوم احد اصابته طعنة في عينه ، فبدرت حدقته فأخذها بيده ثم اتى بها إلى النبي صلى الله عليه و آله فقال يا رسول الله ان إمرأتي ألان تبغضني ، فأخذها رسول الله صلى الله عليه و آله من يده ثم وضعها مكانها ، فلم تكن تعرف بفضل حسنها و فضل ضوئها على العين الاخرى .

و لقد جرح عبد الله بن عتيك و بانت يده يوم حنين ، فجاء إلى النبي صلى الله عليه و آله ليلا فمسح عليه يده ، فلم يكن تعرف من الاخرى ، و لقد أصاب محمد بن مسلمة يوم كعب بن الاشرف مثل ذلك في عينه و يده فمسحه رسول الله صلى الله عليه و آله فلم يستبينا ، و لقد أصاب عبد الله بن أنيس مثل ذلك في عينه فمسحها فما عرفت من الاخرى ، فهذه كلها دلالة لنبوته صلى الله عليه و آله ، قال له اليهودي فان

1 - اى حل و أطلق

2 - حوض الموت : مجتمعه .