تفسیر نور الثقلین

عبد علی بن جمعة العروسی حویزی؛ مصحح: الحاج السید ه‍اش‍م‌ ال‍رس‍ول‍ی‌ ال‍م‍ح‍لات‍ی‌

جلد 3 -صفحه : 629/ 225
نمايش فراداده

و أدخلتناها لقلنا : " انما سكرت أبصارنا " أو سحرتنا .

فقال رسول الله صلى الله عليه و اله أما قولك : " لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الارض " إلى آخر ما قلته ، فانك اقترحت ( 1 ) على محمد رسول الله أشياء : منها لو جاءك به لم يكن برهانا لنبوته ، و رسول الله يرتفع من ان يغتنم جهل الجاهلين و يحتج عليهم بما لا حجة فيه ، و منها لو جاءك به لكان معه هلاكك ، و انما يؤتى بالحجج و البراهين ليلزم عباد الله الايمان بها لا ليهلكوا بها ، فانما اقترحت هلاكك و رب العالمين ارحم بعباده و أعلم بمصالحهم من أن يهلكهم كما يقترحون ، و منها المحال الذي لا يصح و لا يجوز كونه ، و رسول رب العالمين يعرفك ذلك و يقطع معاذيرك ، و يضيق عليك سبيل مخالفته ، و يلجئك بحجج الله إلى تصديقه حتى لا يكون لك عنه محيد و لا محيص و منها ما قد اعترفت على نفسك انك فيه معاند متمرد لا تقبل حجة و لا تصغى إلى برهان و من كان كذلك فدواؤه عذاب النار النازل من سمائه أو في حميمه أو بسيوف أوليائه .

و اما قولك يا عبد الله " لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الارض ينبوعا " بمكة هذه فانها ذات أحجار و صخور و جبال تكسح أرضها و تحفرها و تجرى فيها العيون فاننا إلى ذلك محتاجون ، فانك سألت هذا و أنت جاهل بدلائل الله ، يا عبد الله لو فعلت هذا كنت من أجل هذا نبيا ؟ قال : لا ، قال : أ رأيت الطايف التي لك فيها بساتين اما كان هناك مواضع فاسدة صعبة أصلحتها و ذللتها و كسحتها و أجريت فيها عيونا استنبطتها قال : بلى ، قال : و هل لك فيها نظراء ؟ قال : بلى ، قال : فصرت بذلك أنت و هم أنبياء ؟ قال : لا ، قال : فكذلك لا يصير هذا حجة لمحمد لو فعلت على نبوته ، فما هو الا كقولك : لن نؤمن لك حتى تقوم و تمشى على الارض أو حتى تأكل الطعام كما تأكل الناس .

و اما قولك يا عبد الله : أو تكون لك جنة من نخيل أو عنب فتاكل منها و تطعمنا و تفجر الانهار خلالها تفجيرا أو ليس لاصحابك و لك جنان من نخيل و عنب بالطائف فتاكلون و تطعمون منها و تفجرون الانهار خلالها تفجيرا ؟ أفصرتم أنبياء


1 - اقترح عليه بكذا : تحكم و سأله إياه بالعنف و من روية .