يصدعوا شعب كاهلك ( 1 ) 45 - في تفسير على بن إبراهيم حدثني أبى عن على بن مهزيار عن بعض أصحابنا عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله : ( أن أقيموا الدين قال : الامام ( و لا تتفرقوا فيه ) كناية عن أمير المؤمنين عليه السلام ثم قال : ( كبر على المشركين ما تدعوهم إليه ) من أمر ولاية على ( الله يجتبى اليه من يشاء ) كناية عن على عليه السلام و يهدى اليه من ينيب ) .
46 - و فيه قوله عز و جل : ( شرع لكم من الدين مخاطبة لرسول الله صلى الله عليه و اله ( ما وصى به نوحا و الذى أوحينا إليك ) يا محمد ( و ما وصينا به إبراهيم و موسى و عيسى أن أقيموا الدين ) اى تعلموا الدين يعنى التوحيد ، و اقام الصلوة و إيتاء الزكوة وصوم شهر رمضان و حج البيت و السنن و الاحكام التي في الكتب و الاقرار بولاية أمير المؤمنين عليه السلام ( و لا تتفرقوا فيه ) اى لا تختلفوا فيه ( كبر على المشركين ما تدعوهم اليه ) من ذكر هذه الشرايع ثم قال : ( الله يجتبى اليه من يشاء ) اى يختار و يهدى اليه من ينيب ) و هم الائمة صلوات الله عليهم أجمعين الذين اختارهم و اجتباهم قال جل ذكره : و ما تفرقوا الا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم قال : لم يتفرقوا بجهل و لكنهم تفرقوا لما جاءهم العلم و عرفوه فحسد بعضهم بعضا ، و بغى بعضهم على بعض لما رأوا من تفاضل أمير - المؤمنين بأمر الله فتفرقوا في المذاهب و أخذوا بالاراء و الاهواء ، ثم قال عز و جل : و لو لا كلمة سبقت من ربك إلى أجل مسمى لقضى بينهم قال : لو لا أن الله قد قدر ذلك أن يكون في التقدير الاول لقضى بينهم إذا اختلفوا و أهلكهم و لم ينظرهم و لكن أخرهم إلى اجل مسمى المقدر و ان الذين أورثوا الكتاب من بعدهم لفى شك منه مريب كناية عن الذين نقضوا ( 2 ) أمر رسول الله صلى الله عليه و اله ، ثم قال جل ذكره : فلذلك فادع و استقم
1 - الكاهل ، مقدم أعلى الظهر مما يلى العنق أو موصل العنق في الصلب و الشعب : بعد ما بين المنكبين ، قال في مرآة العقول اى لا تسلط الناس على نفسك بترك التقية أو لا تحملهم على نفسك بكثرة المداهنة و المداراة معهم بحيث تتضرر بذلك كأن يضمن لهم و يحمل عنهم ما لا يطيق أو يطمعهم في ان يحكم بخلاف الحق أو يوافقهم فيما لا يحل و هذا أفيد و ان كان الاول أظهر . 2 - و فى المصدر ( عني عن الذين نقضوا . . . اه ) .