ابن مطر أخبرنا جعفر بن محمد المستفاض الفريابي حدثني أبو وهب الوليد بن عبد الملك بن عبد الجهني عن عمه بي مشجعة عن ربع عن ابن زمل الجهني قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا صلى الصبح قال و هو ثان رجله ( سبحان الله و بحمده ، و أستغفر الله ، إن الله كان توابا ) سبعين مرة ، ثم يقول : سبعين بسبعمائة ، لا خير فيمن كانت ذنوبه في يوم واحد أكثر من سبعمأة ، ثم يستقبل الناس بوجهه و كانت تعجبه الرؤيا ثم يقول : هل رأى أحد منكم شيئا ؟ قال ابن زمل : فقلت : أنا يا نبي الله ! قال : خيرا تلقاه ، و شرا توقاه ، و خير لنا و شر على أعدائنا ، و الحمد لله رب العالمين ، اقصص ! فقلت : رأيت جميع الناس على طريق رحب سهل لاحب ( 1 ) و الناس على الجادة منطلقين ، فبينما هم كذلك أفضي ( 2 ) ذلك الطريق على مزج ( 3 )
1 - لاحب : اللاحب : الطريق الواسع المنقاد الذي لا ينقطع .
اه 4 / 245 النهاية .
ب
2 - أفضي : أفضي إلى فلان : وصل و أفضى الامر به إلى كذا : انتهى .
ا ه 2 / 693 المعجم الوسيط .
ب
3 - مرج : المرج : الارض الواسعة ذات نبات كثير تمرج فيه الدواب ، أي تخلي تسرح مختلطة كيف شاءت .
ا ه 4 / 315 النهاية .
ب
لم تر عيني مثله يرف رفيفا ( 1 ) ، يقطر ماؤه ، فيه من أنواع الكلا ، فكأني بالرعلة ( 2 ) الاولى حين أشفوا على المرج كبروا ثم أكبوا رواحلهم في الطريق فلم يظلموه يمينا و لا شمالا ، فكأني أنظر إليم منطلقين ، ثم جاءت الرعلة الثانية و هم أكثر منهم أضعافا ، فلما أشفوا على المرج كبروا ثم أكبوا رواحلهم في الطريق ، فمنهم المرتع و منهم الآخذ الضغث ( 3 ) ، و مضوا على ذلك ، ثم قدم عظم الناس فلما أشفوا على المرج كبروا و قالوا : هذا خير المنزل ، كاني أنظر إليهم يميلون يمينا و شمالا ، فلما رأيت ذلك لزمت الطريق حتى آتي أقصى المرج فإذا أنا بك يا رسول الله على منبر فيه سبع درجات و أنت في أعلاها درجة ، و إذا عن يمينك رجل آدم سبل أقنى ، إذا هو تكلم يسمو فيفرع الرجال طولا ، و إذا عن يسارك رجل ربعة تار ( 4 ) أحمر كثير خيلان الوجه كأنما حمم شعره
1 - رفيفا : يقال للشيء إذا كثر ماؤه من النعمة و الفضاضة حتى يكاد يهتز : رف يرف رفيفا .
اه 2 / 245 النهاية .
ب
2 - رعلة : يقال للقطعة من الفرسان رعلة ، و لجماعة الخيل رعيل .
اه 2 / 235 النهاية .
ب
3 - الضغث : ملء اليد من الحشيش المختلط .
اه 3 / 90 النهاية .
ب
4 - تار : التار : الممتلئ البدن .
اه 1 / 61 النهاية .
ب
بالماء ، إذا هو تكلم أصغيتم له إكراما له ، و إذا أمامكم رجل شيخ أشبه الناس بك خلقا و وجها كلكم تؤمونه - تريدونه - و إذا أمامه ناقة عجفاء شارف ( 1 ) فإذا أنت يا رسول الله كأنك تتبعها .
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أما ما رأيت من الطريق السهل الرحب اللاحب فذاك ما حملتكم عليه من الهدى و أنتم عليه ، و أما المرج الذي رأيت فالدنيا و غضارة عيشها ، مضيت أنا و أصحابي لم تتعلق منا ، و لم نردها و لم تردنا ، ثم جاءت الرعلة الثانية من بعدنا و هم أكثر منا أضعافا ، فمنهم المرتع و منهم الآخذ الضغث ، و نجوا على ذلك ، ثم جاء عظم الناس فمالوا على المرج يمينا و شمالا فانا لله و انا إليه راجعون ! و أما أنت فمضيت على طريق صالحة فلم تزل عليها حتى تلقاني ، و أما المنبر الذي رأيت فيه سبع درجات و أنا في أعلاها درجة الدنيا سبعة آلاف سنة و أنا في آخرها ألفا ، و أما الرجل الذي رأيت على يميني الآدم السبل فذاك موسى ، إذا تكلم يعلو الرجال بفضل كلام الله إياه ، و الذي رأيته عن يساري التار الربعة الكثير خيلان الوجه كأنما حمم شعره فذاك عيسى ابن مريم نكرمه لاكرام الله إياه ، و أما الشيخ الذي رأيت أشبه الناس بي خلقا و وجها فذاك أبونا إبراهيم كلنا نؤمه
1 - شارف : الشارف الناقة المسنة .
اه 2 / 460 النهاية .
ب
و نقتدي به ، و أما الناقة التي رأيت و رأيتني أتبعها فهي الساعة ، علينا تقوم ، لا نبي بعدي و لا أمة بعد أمتي .
42019 عن عبد الله بن سلام قال : بينا أنا نائم إذ أتاني رجل فقال لي : قم ! فأخذ بيدي فانطلقت معه فإذا أنا بجواد عن شمالي ، فقال : لا تأخذ فيها فانها طرق أصحاب المال ، و إذا أنا بجواد عن يميني ، فقال لي : خذ ههنا ! فأتى بي جبلا فقال لي : اصعد ! فجعلت إذا أردت أن أصعد خررت على أستي ، فعلت ذلك مرارا ، ثم انطلق بي حتى أتى عمودا رأسه في السماء و أسفله في الارض و في أعلاه حلقة فقال لي : اصعد فوق هذا ! فقلت له : كيف أصعد فوق هذا و رأسه في السماء ! فأخذ بيدي فزجل ( 1 ) بي فإذا أنا متعلق بالحلقة ثم ضرب العمود فخر و بقيت متعلقا بالحلقة حتى أصبحت ، فأتيت النبي صلى الله عليه و سلم فقصصته عليه .
فقال : أما الطرق التي رأيت عن يمينك فهي طرق أصحاب اليمين ، و أما الجبل فهو منازل الشهداء و لن تناله ، و أما العمود فهو عمود الاسلام ، و أما العروة فهي عروة الاسلام لم تزل مستمسكا بها حتى تموت .
1 - فزجل بي : أي رماني و دفع بي .
النهاية 2 / 297 .
ب
ثم قال : أ تدري .
خلق الله الخلق ؟ قلت : لا ، قال : خلق الله آدم فقال : تلد فلانا و تلد فلانا ، و يلد فلان فلانا ، و يلد فلان فلانا ، أجله كذا و كذا ، و عمله كذا و كذا ، و رزقه كذا و كذا ، ثم ينفخ الروح فيه ( كر ) .
42020 عن عبد الله بن سلام قال : قلت : يا رسول الله ! إني رأيت في المنام رجلا جاءني فأخذ بيدي فانطلق بي حتى انتهينا إلى طريقين : احداهما عن يميني و الاخرى عن شمالي ، فأردت أن آخذ اليسرى فأخذ بيدي فألحقني باليمنى ، ثم انطلق بي حتى انتهينا إلى جبل فأردت أن أصعد فيه فجعلت كلما صعدت وقعت على أستي فأبكي ثم انطلق إلى عمود في رأسه حلقة فضربني ضربة برجله فإذا أنا في رأس الحلقة مستمسك بالحلقة .
فقال النبي صلى الله عليه و سلم : نامت عينك ! أما الطريق الذي أخذت يمينا و شمالا فان اليسرى طريق أهل النار ، و اليمني طريق أهل الجنة ، و أما الجبل فانه عمل الشهداء و لن تبلغه ، و أما العمود فعمود الاسلام ، و أما الحلقة فالعروة الوثقى ، و أما الضارب فملك الموت ، تموت و أنت مستمسك بالعروة الوثقى .
ثم قال النبي صلى الله عليه و سلم : إن الله تبارك و تعالى خلق آدم فقال : هذا
آدم ! يولد له فلان ، و يولد لفلان فلان ، و لفلان فلان - قال ما شاء الله من ذلك ثم أراه الله أعمالهم و آجالهم ( كر ) .
42021 عن عائشة قالت : كانت إمرأة من أهل المدينة لها زوج تأجر أتت رسول الله صلى الله عليه و سلم : فقالت : يا رسول اله ! إن زوجي خرج تاجرا و تركني حاملا ، فرأيت في المنام أن سارية بيتي انكسرت ، وأني ولدت غلاما أحور ! فقال : خير إن شاء الله تعالى ! يرجع زوجك عليك صالحا ، و تلدين غلاما ( الديلي ) .
42022 عن عائشة قالت : قال أبو بكر : يا رسول الله ! إني رأيت في المنام كاني أطأ في عذرة ، و أن في صدري خالين أو شامتين ، و علي رداء حبرة ، فقال : لئن صدقت رؤياك لتلين أمر الناس ، و لتلين سنتين ( الديلمي ) .
42023 عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله علهى و سلم : يا أبا بكر ! إني رأيت أني آكل حيسا فعرضت لي نواة في حلقي - فتبسم رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فقال : هو ما تعلم يا رسول الله ! فقال : عبرها أنت ، فقال : تخان في غنيمتك ( الديلمي ) .
مباح النوم 42024 عن الزهري قال : كان عمر بن الخطاب يجلس متربعا ، و يستلقي على ظهره و يرفع إحدى رجليه على الاخرى ( ابن سعد ) .
42025 عن علي قال : كنت رجلا نؤما و كنت إذا صليت المغرب و علي ثيابي نممت ثم فأنام قبل العشاء ، فسألت رسول الله صلى الله عليه و سلم عن ذلك فرخص لي ( حم ) .
42026 عن سرية علي قالت : كان علي يتعشى ثم ينام و عليه ثيابه قبل العشاء ( عب ) .
محظور النوم 42027 عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه و سلم رأى رجلا منبطحا على وجهه فقال : إن هذه لضجعة ما يحبها الله ( ابن النجار ) .
42028 عن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم قالت : مر بي رسول الله صلى الله عليه و سلم و أنا مضجعة متصحبة فحركني برجله و قال : يا بنية ! قومي فاشهدي رزق ربك و لا تكوني من الغافلين ، فان الله يقسم