دراسات فی الکافی للکلینی والصحیح للبخاری

ه‍اش‍م‌ م‍ع‍روف‌ ال‍ح‍س‍ن‍ی‌

نسخه متنی -صفحه : 308/ 275
نمايش فراداده

بمنزلة السلم يصعد منه مرقاة بعد مرقاة، فلا يقولن صاحب الاثنين لصاحب الواحد لست على شيء حتى ينتهي الى العاشرة، ولا تسقط من هو دونك فيسقطك من هو فوقك، واذا رأيت من هو اسفل منك بدرجة فارفعه اليك برفق ولا تحملن عليه ما لا يطيق فتكسره، فان من كسر مؤمناً فعليه جبره(1).

وقد اورد مجموعة من الروايات حول درجات الايمان وتفاوته بمختلف الاساليب، والذي يعنيه هذا النص وغيره، ان الانسان لا يجوز ان ينظر الى غيره من زاويته، لان الناس يتفاوتون في تفكيرهم وعقولهم وجميع مواهبهم، والنتيجة الحتمية لهذا التفاوت ان تكون بينهم الفوارق والمسافات الواسعة في ايمانهم واخلاقهم ومواهبهم، فالانسان الذي يملك مرتبة من الفضل والايمان، ليس لمن فوقه ان ينظر اليه من زاويته ويجرده عن ايمانه لان ذلك يؤدي الى التنكر للفضيلة، وجحودها من الاساس، ولانه اذا جرد من هو دونه جرده من هو فوقه ومراتب العلم والدين والاخلاق لا تحدها الحدود، والكمال المطلق لله وحده، وحتى ان الانبياء انفسهم يشعرون بانهم لم يصلوا الى منتهى حدود المعرفة ويتفاوتون في فضلهم ومعرفتهم، ولذا فان الامام (ع) يقول: لا يقولون صاحب الاثنين لصاحب الواحد لست على شيء، ويضيف إلى ذلك لا تسقط من هو دونك فيسقطك من هو فوقك، واذا رأيت من هو اسفل منك بدرجة لا تنظر اليه من زاويتك، بل يجب ان تقدر له فضله، وترفع من شأنه، وتحاول

(1) وهذه الرواية صريحة في ان الايمان يزيد وينقص، ولا يحصل دفعة واحدة، بل تدريجاً، ولازم ذلك ان الايمان هو الاقرار والعمل، ولا بد للقائلين بأنه تصديق واعتقاد، ان يلتزموا بأنه لا يزيد ولا ينقص ، إذ لا يصح وصفه بالزيادة والنقصان الا اذا كان نتيجة لفعل الانسان واعماله والمفروض ان العمل الخارجي ليس من مقوماته كما يدعي اكثر الامامية، كما وان المعاصي لا تسلب العبد صفة الايمان اذا كان مصدقاً ومعتقداً بالله ورسوله، وبما جاء به.