دراسات فی الکافی للکلینی والصحیح للبخاری

ه‍اش‍م‌ م‍ع‍روف‌ ال‍ح‍س‍ن‍ی‌

نسخه متنی -صفحه : 308/ 295
نمايش فراداده

واضاف الى ذلك: انه لشر عليكم ان تقولوا بشيء ما لم تسمعوه منا(1).

وروى في باب صنوف اهل الخلاف من المرجئة والقدرية، والخوارج عن مروك بن عبيد، ان ابا عبد الله الصادق (ع) قال: لعن الله القدرية والخوارج والمرجئة، لعن الله المرجئة، لعن الله المرجئة.

فقال له الراوي: لعنت الخوارج والقدرية مرة ولعنت المرجئة مرتين قال (ع): ان المرجئة يقولون: بأن قتلتنا مؤمنون، ودماؤنا متلطخة بثيابهم الى يوم القيامة، ان الله حكى عن قوم في كتابه انهم قالوا: «لن نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تأكله النار، قل قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات، فلم قتلتموهم ان كنتم صادقين» وكان بين القاتلين والقائلين خمسمائة عام، فالزمهم الله القتل برضاهم بما فعلوا.

والقدرية والمرجئة فرقتان ظهرت طلائعهما في العهد الاموي، ويرجح المؤلفون في الفرق والمعتقدات ان اول من تكلم بالقدرية رجل من اهل العراق كان نصرانياً دخل في الاسلام ورجع عنه، ومنه اخذ معبد الجهني وغيلان الدمشقي، فتولى معبد نشر فكرة القدر بمعنى ان الانسان مختار اختياراً مطلقاً في افعاله يصنعها كما يرد من غير ان يكون لله مشيئة في ذلك، هذا المعنى من القدر تولى نشره معبد الجهني في العراق، واتجه غيلان الدمشقي الى نشره والتبشير به في جهات الشام، وانضم معبد الجهني اخيراً الى عبد الرحمن بن الاشعث في ثورته ضد الامويين، فوقع

(1) انظر ص 401 و 402 من المجلد الثاني، والذي عناه الامام (ع) بقوله: هذا قول الخوارج، ان انكار الولاية، او الجهل بها لا يوجب الكفر، ما دام المسلمون يقرون للّه بالواحدانية، ولمحمد بالنبوة، ويؤدون الفرائض، ولا يشترط في الاسلام اكثر من الاقرار بالشهادتين، وعدم الانكار لشيء من الضروريات، وتكفير المسلمين لمجرد انهم لا يقرون بامامة الائمة يشبه رأي الخوارج حيث كفروا جميع المسلمين لانهم لم يوافقوهم في آرائهم ومعتقداتهم.