فرج بعد الشدة

أبی علی المحسن بن أبی القاسم التنوخی

جلد 1 -صفحه : 194/ 133
نمايش فراداده

عبد الله بن طاهر و مسرور الخادم في إطلاقه قال فرج : فبت ليلتى و أنا مفكر إذ أتانى آت فقال لي : لما أتى فرج من ربه فرجا جئنا إلى فرج نبغى به الفرجا فلما أصبحت لم أشعر إلا و اللواء قد عقد لي على ولاية فارس و الاهواز و أطلق لي معونة خمسمأة ألف درهم ، و إذا أبو البغا الشاعر قائم على باب داري و قد كتب هذا البيت في رقعة فقلت له : متى قلت هذا ؟ فقال في الوقت الذي رضى عنك فيه .

فأمرت له بعشرين ألف درهم و قال عمار بن عقبة ابن عمارة من آل سلمى ابن المطهر حدثني ملازم بن عد ام الحنفي ، و عن عمه ملازم بن حريث الحنفي قال : كنت في حبس الحجاج بسبب الحرورية فحبس معنا رجل فأقام حينا لا نسمعه يتكلم بكلمة حتى كان في اليوم الذي مات الحجاج في الليلة التي تليه فأقبل غراب في عشية ذلك اليوم فوقع على حائط السجن فنعق فقال الرجل : و من يقدر على ما تقدر عليه يا غراب .

ثم نعق الثانية : فقال مثلك من بشر بخير يا غراب .

ثم نعق الثالثة : فقال من فيك إلى السماء يا غراب .

فقلت له : ما سمعناك تكلمت مذ حبست إلى الساعة ، فما دعاك إلى ما قلت ؟ قال : إنه نعق فقال : إنى وقعت على ستر الحجاج .

فقلت : و من يقدر على ما تقدر عليه ؟ ثم نعق الثانية فقال : إن الحجاج أصابه وجع .

فقلت : مثلك من بشر بخير .

ثم قال في الثالثة : الليلة يموت .

فقلت : من فيك إلى السماء .

ثم قال الرجل إن انسلخ الصبح قبل أن أخرج فليس على بأس ، و إن دعيت الصبح فستضرب عنقي ثم تلبثون ثلاثة لا يدخل عليكم أحد ، ثم يدعى بكم في اليوم الرابع فيهتف على رؤوسكم بالكفالة فمن وجد له كفيلا خلى سبيله ، و من لم يجد له كفيلا فويل له طويلا .

فلما دخل الليل سمعنا الصراخ على الحجاج ، ثم أخرج الرجل قبل الصبح فضرب عنقه ، ثم لم يدخل علينا أحد بعد ثلاثا ، ثم دعى بنا و طلب منا الكفالة ثم صار الامر إلى فمكثت طويلا حتى خفت أن أرد إلى الحبس ، ثم تقدم رجل فضمني فقلت له يا عبد الله : من أنت حتى أشكرك ؟ فقال لي : اذهب و لست بمسؤل عنك أبدا فانطلقت .