فرج بعد الشدة

أبی علی المحسن بن أبی القاسم التنوخی

جلد 1 -صفحه : 194/ 4
نمايش فراداده

تقدمة المؤلف ، سبب تأليفه لهذا الكتاب ، تنويعه للاخبار وجعلها أبوابا .

بسم الله الرحمن الرحيم و ما توفيقي إلا بالله ، عليه توكلت ، و إليه أنيب الحمد لله الذي جعل بعد الشدة فرجا ، و من الضيق سعة و مخرجا ، و لم يخل محنة من منحة ، و لا نقمة من نعمة ، و لا نكبة و رزية ، من موهبة و عطية ، وصلى الله على سيد المرسلين ، و خاتم النبيين ، و على آله الطيبين الطاهرين .

( أما بعد ) : فانى لما رأيت أبناء الدنيا متقلبين فيها بين خير و شر ، و نفع وضر ، و لم يكن لهم في أيام الرخاء ، أنفع من الشكر و الثناء ، و لا في أيام البلاء ، أنجع من الصبر و الدعاء ، لان من جعل الله عمره أطول من محنته ، فانه سيكشفها عنه بطوله و رأفته ، فيصير ما هو فيه من الاذى ، كما قال بعض من مضى ، و يروى للاغلب العجلي أو غيره : الغمرات ثم ينجلينا ثمت يذهبن فلا يجينا و طوبى لمن وفق في الحالين ، للقيام بالواجبين .

وجدت من أقوى ما يفزع اليه ، من أناخ الدهر بمكروهه عليه ، قراءة الاخبار التي تلبئ عن تفضل الله عز و جل على من حصل قبله في محصله ، و نزل به مثل بلائه و معضله ، بما أتاخه الله تعالى له من صنيع أسهل به الارزاق ، و معونة حل بها الخناق ، و لفظ غريب نجاه ، و فرج عجيب أنقذه و تلا فاه ، و إن خفيت من ذلك الاسباب ، و لم يبلغ ما حدث منه الفكر و الحساب ، فان في معرفة الممتحن بذلك تشحيذ بصيرته للصبر ، و تقوية عزيمته على التسليم لله مالك كل أمر ، و تصويب رأيه في الاخلاص ، و التفويض إلى من بيده ملك النواص ، و كثيرا إذا علم الله تعالى من وليه و عبده ، انقطاع آماله إلا من